الشاعرة عزيزة آل ثامر.. تقدّم شِعراً صادقاً، تميز بحلاوة مفرداته، وعذوبة عباراته، فهي شاعرة تملك قدرة فائقة على التعبير المشوّق، والخيال الواسع، فجادت قريحتها الشِّعرية بالأشعار الهادفة ذات المضامين السامية كقولها. بيني وبين الشِّعر عهد ومواثيق كم ليل في نظم الجزايل سهرته ولو كان همّي كايدٍ يشبه طويق في بحر الآمال الطليقه نثرته ونجد أن روعة الموسيقى الشاعرية التي صاحبت أبياتها جعلتها شاعرة متميزة.. وكذلك مشاركاتها في المهرجانات والفعاليات سواءً داخل المملكة أو خارجها، «الرياض» أجرت هذا اللقاء معها، فتحدثت بواقعية وصراحة متناهية عن الساحة الأدبية، ومكانة الشِّعر، وما وصل إليه في الفترة الحالية. * كيف تنظرين الآن لساحة الشِّعر في عصر التطوّر والانفتاح؟ بداية مع «رؤية 2030» أصبحت للشِّعر مكانة خاصة لمحبيه وعشاقه؛ كونه الفن الأكثر شعبية في الفترة الحالية تداولاً في الفعاليات والمناسبات التي لها علاقة وطيدة بالساحة الشِّعرية ومحبيها. ومن خلال ذلك، أصبح في مجال الشِّعر تنافس وإثبات وجود للشاعر من خلال طرحه في قصائده أو شِعره. * متى تكتبين الشِّعر.. ومتى الشِّعر يكتبكِ؟ هنا نقول إن من مزايا الشِّعر وجماله، التي تركت مكانه في قلوب الشعراء، أوقاته التي تميزت بالهدوء، وربط الأفكار التي لها صلة بالموضوع تسمى القريحة الشِّعرية، التي ليس لها وقت محدد. * أين ترين نفسك بين شاعرات اليوم؟ الحمد لله حصلت على عديد من الجوائز في المناسبات والفعاليات والمهرجانات التي شاركت فيها، سواءً داخل المملكة أو خارجها، وحصولي على المراكز المتقدّمة من خلال التقييم الذي أحصل عليه من اللجان المنظمة، أضاف كثيرا لشعري ومكانتي بين جمهوري ومحبي الشِّعر المكانة المتميزة والمحفزة للاستمرار في العطاء الذي يتناسب مع الذوق العام. * هل لكِ حضور في الشبكة العنكبوتية؟ وهل لها تأثير في دفع حركة الشِّعر؟ نعم، بالتأكيد هناك كثير تعلمته وأدركته من خلال الشبكة العنكبوتية؛ كونها مرتبطة بعمالقة الشِّعر. * ما أهم المحطات في مسيرتكِ الشِّعرية؟ لعل أهمها بعد أول أمسية عقب طباعة ديواني «غيمة الأشواق» والقادم أجمل بإذن الله. * من هن الشاعرات اللاتي تربطكِ بهن علاقة شِعرية وشخصية؟ علاقاتي بالشاعرات وطيدة - ولله الحمد- وبيننا ألفة، وتجمعنا منابع الشِّعر في وسائل التواصل الاجتماعي، ولعل أقربهن لي القاصة والشاعرة لولوة السنيدي «لين القسا». * من تجدينه ينتصر في شِعرك: الحُبّ، الوطن، الألم؟ حُبّ الوطن أولاً، فشعوري بالفخر والاعتزاز يحركني لاشعورياً للكتابة به وله، ثم الألم .. لأنه المحفز الأول للشعراء. * ما الهاجس الذي يسيطر على مشاعرك أثناء الكتابة؟ كل ما له ارتباط أو صلة بذات الموضوع سواءً المكان، أو الوقت، أو الذكريات والحنين، أو غيره. * ما القصيدة القريبة إلى قلبك ودائماً تريدينها؟ هذه القصيدة أجدها أقرب القصائد إلى قلبي: اللي هجرني وأنهزم حزّة الضيق في ذمتي يبطي وأنا ماذكرته حرام تُنظم فيه جزل الطواريق والفكر لامن جاب طيفه حقرته هذي غصون الحب جفّت مدانيق والشوق يوم إنه تلاشى عذرته عرفت حظّي والمحبّه توافيق ولا بكيت الحظ واللي خسرته حُرّه مكاني عاليات الشواهيق قلبي من دروب المواجع نهرته مطنوخةٍ من روس قومٍ مطاليق من طنختي حتى الردي «م اعتبرته» * أيهما أكثر صدقاً: شِعر الرجل أم المرأة.. من وجهة نظرك؟ شتان ما بين ذا وذاك، هنا ترجع إلى قريحة الشاعر وعلاقتها بالموضوع ذاته. نقول هنا إن الحكم ذاته من حجم الصدق في العمل نفسه. * ما القصيدة التي أبكت الشاعرة عزيزة آل ثامر؟ قصيدة «الصدفة» كتبتها على لسان أم فقدت ابنتها، وأقول فيه: الصدفه اللي جات من دون ميعاد حانت وتوقيع القدر معتمدها في مكتبي وقت الضحى والعمل جادّ جتني عجوزٍ حيلها قد جهدها قلت أجلسي يامرحباً عدّ ماساد نوض البروق اللي تسابق رعدها ثم سلّمت والدمع ع لخد ينقاد قامت تناظرني وتصفق بيدها قلت آمري حنّا لك عضود وسناد ومنهو يدوّر حاجةٍ له وجدها قالت تبين الصدق يابنت الأجواد أنتي شبيهة من توارى لحدها بنتي ثمان سنين والفقد يزداد وأطيافها تقبل علي في وعدها ضمّيتها والدمع بارق ورعّاد والحزن في قلبي جيوشه حشدها هاضت جروحٍ ف لحشا مالها عداد وبي ضيقةٍ ضاق الفضا من مددها تكفين ياللي تشتكي فُقد وبعاد قد ذقت من مُرّ الحياة ونكدها * كلمة أخيرة؟ أحب أن أقدّم شكري وامتناني وتقديري لكم، وللقائمين على صفحة «الخزامى»، والمساهمة في استضافتي عبر صحيفة «الرياض» الموقرة.