الشباب اليوم بحاجة إلى التوجه نحو العمل ولا خيار لهم غير أنهم يتوكلون على ربهم عز وجل ثم البداية في الدخول إلى معترك الحياة، إما من خلال الوظيفة والعمل في قطاع معين أو التوجه نحو إنشاء مشروع جديد مناسب ومتناغم مع الرغبات والإمكانات الخاصة للخوض في هذا العمل. أقول هذا القول، وقد سبقني الكثير من رجال الفكر ورجال الإدارة ورجال الاقتصاد، والمملكة العربية السعودية بيئة إيجابية للعمل والبناء حيث الفرص كثيرة جداً ولكن تحتاج إلى من يبحث عنها وحتى يصل إليها، وهذا ليس فقط كلاماً مرسلاً ولكنه مقر بالحقائق والشواهد. وعلى سبيل المثال كثير من المشروعات الصغيرة اليوم تحتاج إلى من يرعاها وينشؤها وينميّها حتى تكبر ثم تكبر ويكبر الشباب مع إنجازاتهم وأهدافهم العملية ونتحول إلى مجتمع منتج وليس مستهلكاً. الشباب اليوم بحاجة إلى إرادة قوية مستمدة من ثقتهم بالله عز وجل الذي هو مصدر الرزق وهو المعطي لكل من جد واجتهد، وذلك يحقق الطمأنينة لدى الشباب بأن التحديات الاقتصادية التي قد تواجههم ليست نهاية العالم فهناك ضمان الرزق لكل من اتجه نحو العمل ولابد من بذل الأسباب وعقد النية والعزيمة. إذاً نحن بحاجة إلى تحديد الهدف، لأنه بعد ذلك سنضمن عدم الضياع والسعي نحو تحقيق أهدافنا والشعور بالفخر والاعتزاز كلما تحققت تلك الأهداف. ولابد أن نتذكر أن الأشخاص الناجحين يتخذون قراراتهم بسرعة ويغيرونها ببطء، بينما الفاشلون يتخذون قرارتهم ببطء ويغيرونها بسرعة والحكمة هنا، أن طريق النجاح يحتاج إلى صبر وعدم التعجّل والتضجّر من العمل أو عدم تحقيق الهدف بالصورة الكاملة. ولابد من أن نحرص عند وضعنا للأهداف أن تكون مرنة وقابلة للتطبيق وللقياس وتتناسب مع إمكاناتنا المحدودة، والعزم على تحقيقها ومن سار على الدرب وصل مهما كان الطريق شاقاً وطويلاً فلابد من أن يتحقق الأمل طالما هناك أمل وإيمان بالله. الشباب اليوم بحاجة إلى عزيمة قوية نحو العمل وثقة في الله وانتماءً كبيراً للوطن من أجل البناء والنهوض بالتنمية في مختلف المجالات فنحن بحاجة إلى شباب مبدعين في الصناعة والزراعة والتجارة والتقنية، وفي المقابل نطلب من جميع القطاعات الحكومية المرتبطة بالعمل والتنمية القيام بدورها في سبيل مساعدة الشباب للوصول إلى تحقيق أهدافهم لأن الشباب هم المستقبل. وحتى المؤسسات المالية لابد وأن تدعم مسيرة الشباب نحو تحقيق أهداف التنمية ورؤية المملكة 2030، ونحن نثق ونأمل بأن القطاعات المالية لن تتأخر في توفير الطريق نحو مسيرة الشباب وتمكينهم للوصول إلى خدمة بلادهم وأوطانهم بكل فخر واعتزاز.