إن اتخاذ قرار عودة الطلاب إلى المدارس مهم في ظرف استثنائي في زمن كورونا بل وصعب جداً، ولكن لأن العملية التعليمية يجب أن تستمر، فبعد الاجتماعات التي عقدت من أجل الخروج بالقرار الأصلح مع كل من وزارة الصحة ووزارة الاتصالات وتقنية المعلومات وهيئة تقويم التعليم وبرنامج تنمية القدرات البشرية أعلن وزير التعليم عن آلية التعليم التي ستستمر سبعة أسابيع مقبلة منذ تاريخ بدء الفصل الدراسي الأول. إن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان وولي عهده الأمير محمد بن سلمان -حفظهما الله- يوليان التعليم جل اهتمامهما فقد تأثر التعليم في دول كثيرة قريبة وبعيدة بسبب جائحة كورونا، ولكن في السعودية عملت كل الجهات المختصة على المثابرة والعمل السريع من أجل عدم توقف العملية التعليمية، وبالفعل هذا ما حدث حيث استكمل الفصل الدراسي الثاني للعام المنصرم وها نحن على أعتاب الفصل الدراسي الأول للعام الدراسي الجديد. إن الفترة الصعبة التي يمر بها العالم بسبب كورونا عطلت مفاصل الحياة، فوفق إحصائيات عالمية أعلنت الحكومات في 73 دولة إغلاق المدارس، بما في ذلك 56 دولة أغلقت المدارس في جميع أنحاء البلاد و17 دولة أغلقت المدارس داخل نطاق محدد. أثر إغلاق المدارس على مستوى الدولة في أكثر من 421 مليون متعلم على مستوى العالم، بينما عرض الإغلاق محدود النطاق للمدارس 577 مليون متعلم للخطر. وفقًا للبيانات الصادرة عن اليونسكو في 10 مارس، فإن إغلاق المدارس والجامعات بسبب انتشار فيروس كوفيد-19 ترك واحدًا من كل خمسة طلاب خارج المدرسة على مستوى العالم. نحن في السعودية كأولياء أمور ومعلمين وأكاديميين يجب أن نتعاون من أجل بيئة تعليمية صحيحة لكل أبنائنا، وبالرغم من ثقتي بكل القرارات التي تصدر من وزارة التعليم بالتكامل مع كل القطاعات المعنية بذلك إلا أنني أرى أن المعلم حتى داخل الفصل الافتراضي يجب أن يكون موقعه المدرسة، وأن الفصول الواقعية يجب أن تبدأ ولو بشكل متقطع من أجل إزالة الرهاب من الطلاب بعد ما يزيد على ستة أشهر قضاها الطلاب في المنازل أضف إلى ذلك أنها فرصة للوزارة من أجل التركيز على الأهم في المناهج الدراسية. إن العودة إلى الفصول الواقعية حاصل لا محالة بعد زوال الوباء - بإذن الله - وهي فرصة لوزارة التعليم من أجل التفكير الجدي فيما يخص أعداد الطلاب في الفصول الدراسية وكذلك في الاستفادة النهارية والليلية من المباني الحكومية وخلال إجازة الصيف الطويلة، وكذلك التركيز على المواد الدراسية والمناهج التي تخدم الطلاب في مسيرتهم العلمية والعملية واحتياجاتهم، والخروج لنا بمنظومة تعليمية غير تقليدية ومواكبة التطور في التعليم مع التجارب العالمية من حولنا. جاءت جائحة كورونا من أجل إعادة الحسابات وترتيب الأولويات في كل القطاعات وكل شؤون الحياة ومجالاتها ويعتبر التعليم هو من أهم القطاعات التي نطمح إلى تطورها وتطور منتسبيها من طلاب وإداريين وتربويين ومناهج وبيئة تعليمية واعدة فما كان قبل لا يجب أن يكون بعد وبذلك نكون استفدنا جميعاً مما حدث.