«التعليم عن بعد» كان أحد خيارات الوزارة المطروح خلال الفصل الدراسي الأول من العام الدراسي المقبل.. الخيار لاقى ردود فعل مختلفة ما بين مؤيد ورافض ومتحفظ، ربما لأن التجربة كانت حديثة عهد بالوسط التربوي منشأها جائحة كورونا، فالتجربة كانت في وقتها، وظنها الكثير أنها مرحلية فقط، مما جعل البعض لا يؤيد بنسبة 100% والبعض توقف تمامًا والبعض أمسك العصا من النصف ما بين نعم ولا. «التعليم عن بعد» هو أحد الخيارات المطروحة للعام الدراسي المقبل والتي تتمثل في إما عودة الطلاب إلى مدارسهم بشكل كامل، أو الدوام لمدة يومين بعدها يوم تعقيم ثم يومين، أو الدوام الصباحي 50٪ والمسائي 50٪، وأخيرًا «التعليم عن بعد». ومع قرب انطلاقة العام الدراسي الجديد ولمعرفة صدى هذه التجربة والاقتراح بتطبيقها، «المدينة» طرحت في استطلاعها انطباعات وآراء خبراء التعليم عن التجربة وإمكانية استمرارها العام الدراسي المقبل، ورصدت فيه الآراء المؤيدة لخيار التعليم عن بعد والآراء التي لا تؤيده وأسباب ذلك التأييد من عدمه. أحد البدائل محمد قاسم عواجي النعمي (خبير تربوي) قال: خيار التعليم عن بعد خيار فرضته جائحة كورنا في معظم دول العالم وهذا الخيار سبق تجربته في المملكة كبديل من عدة بدائل تم تطبيقها لاستمرار التعليم في مدارس الحد الجنوبي، عندما انطلقت عاصفة الحزم المباركة ضد أعداء الوطن، كما طبقت المملكة التعليم عن بعد في نهاية العام الدراسي الماضي في جميع مدارس المملكة مع بداية تطبيق الحظر بسبب جائحة كورونا، وهذه التجارب أعطت القائمين على التعليم في المملكة تجربة ثرية في تطوير تطبيق التعليم عن بعد ومعالجة تحدياته وهذا أراه سيسهل من تطبيقه مع بداية العام الدراسي المقبل، إذا استمرت الظروف الحالية، خاصة بعد توصيات منظمة الصحة العالمية وزيادة أعداد الإصابات. ويستدرك قائلاً: لكن من وجهة نظري أرى أن مميزات تطبيق التعليم عن بعد أنه يعطي القائمين على التعليم خيارًا متاحًا قابلاً للاستخدام في أي وقت تستدعي الظروف تطبيقه، مضيفًا: كما أن هذا الخيار أصبح خيارًا إستراتيجيًا من خيارات المستقبل؛ لتطوير التعليم المدارس والجامعات، خاصة بعد زيادة أعداد الطلاب في المدارس والجامعات وبعد أن أصبحت التقنية وسيلة متاحة واستيعاب هذا الجيل لها، وبعد التكلفة المادية العالية لتعليم الطالب في المدارس والجامعات، وأيضًا بعد أن حققت التطبيقات الإلكترونية نجاحًا في جميع الاستخدامات التي توفر على الإنسان وقته وجهده وماله. الشبكة الضعيفة طلال محمد خواجي (مستشار تعليمي) قال: نحن مع وزارتنا في كل ما من شأنه أن يحقق الناتج التعليمي المنشود، سيما في مثل هذه الجائحة الفيروسية الخطيرة، غير أنني لا أراه يحقق النتائج المرجوة وذلك لعدة أسباب منها -من وجهة نظري- دافعية الطلاب الضعيفة في الرغبة في التعلم لدى كثير من أبنائنا لاسيما التعليم النظامي وعدم استيعابهم لأهمية ما يطرح أمامهم وأنه سيبنى عليه سنوات مقبلة ضعف الشبكة في كثير من المناطق الجبلية وأحيانًا انعدامها أو عدم توفر الأجهزة الكافية لدى بعض الأسر لعدة أسباب، وغير ذلك من الأسباب، والله أعلم. الحل الأمثل حسن بن علي القاضي (مشرف تربوي، مكتب التعليم بصامطة) يؤيد التعليم عن بعد ويرى أنه أصبح خيارًا إستراتيجيًا؛ بحكم الظرف السائد بسبب كورونا، فيأتي هذا الخيار هو الأمثل من بين جملة الخيارات الأخرى، معللاً ذلك بأنه يمنح الطالب فرصة مواصلة التعلم عبر القنوات المتاحة. استمرار للدراسة أحمد بن صالح الخنيني، مدير الإعلام التربوي بتعليم الزلفي سابقًا، يؤيد هذا الخيار بقوله: التوجه لاستخدام تطبيقات الدراسة عن بعد يؤكد استعداد المسؤولين في وزارة التعليم للتعامل الأمثل مع مستجدات التقنية الحديثة، ومحاولة استثمار إمكاناتها المتقدمة بما يخدم العملية التعليمية ويضمن استمرار الدراسة وعدم تأثرها بالعوامل الأخرى المعيقة للأداء، سواء كانت هذه العوامل مناخية أو صحية أو غير ذلك. الحضور والجدية محمد بن إبراهيم المقري (قائد تربوي) قال: تجربة التعلم عن بعد كانت رائدة في بداية تطبيقها لأنها جديدة على المجتمع ولأنها ارتبطت في ذات الوقت بعدم اعتماد الاختبارات عن بعد، فلذلك كان الاهتمام بها أكبر. أما الآن فلربما لو كان التعلم عن بعد مثل الأكاديمي أو منصة زوم فسيكون أنفع وأفيد للطلاب حيث إن العائد المعرفي للطلاب سيكون أوفر؛ لأن المعلم سيشرح الدرس مباشرة مع تلقي أسئلة الطلاب والإجابة عنها في وقتها، ولأن انتظام الطلاب سيسهل من عملية أداء الدروس بجدية من بداية العام. آلية التطبيق حيدر العقيلي (قائد مدرسة) يتساءل: ما الآلية الأفضل لتطبيقه؟ ويجيب ومن وجهة نظري أن الحلول هي: - القنوات التلفزيونية التعليمية الخاصة بكل صف ومرحلة تعليمية والتي تبث على قمر «عرب سات» فموادها جاهزة ووجود التلفزيون في كل بيت من بيوت الطلاب وبثها يعاد طوال اليوم. - المواقع الإلكترونية والتطبيقات والتي من خلالها يتمكن الطالب من متابعة معلمه سواء كبث مباشر كما في مواقع الجامعات أو مسجل ومرفوع على اليوتيوب كمثال، والمواقع الإلكترونية تمتاز عن غيرها في عمليات التقييم وسهولته، أما عن المشكلات التي يتوقع حدوثها فهي عدم وجود أجهزة كافية في المنزل ويمكن التغلب على ذلك، بجعل أوقات مراحل التعليم مختلفة صباحًا ومساء. أقنعوا المجتمع عبدالله ماطر مدخلي (ولي أمر) قال: أشجع صراحة على التعليم عن بعد وأتمنى استغلال الظروف الحالية وإقناع المجتمع به والاهتمام به فهو يختصر الكثير من العناء والمسافات والأعباء، لم يلقَ الاهتمام الكافي من بعض الأسر والطلاب عند اعتماده كبديل؛ كونه تم اعتماده نهاية عام دراسي ولم يتبقَ إلا شهر على نهايته، وأتوقع عند اعتماده بداية العام الدراسي يختلف الوضع وسيجد استجابة قوية من الطلاب والمجتمع، كونه البديل الآمن والمقنع للأسرة والمجتمع في ظل استمرار الجائحة. ربات المنازل يرفضن على الجانب الآخر لاقى اقتراح «التعليم عن بعد» رفضًا من قبل معظم ربات المنازل إذ اعتبرن الأمر بأنه زيادة حمل على أحمالهن المنزلية. (وجدان علي، ومشاعل أحمد، وروان العنقري، ومنال محمد)، أجمعن على رفضه ووصفنه بأنه «قرار سيئ للغاية أتمنى عدم تطبيقه: معللات ذلك بقولهن:» الأطفال في الصفوف الدنيا فالتعليم عن بعد غير مجدٍ لهم، وهم في مراحل تأسيس، عدا عن ذلك عزله للطفل واعتماد شبه الكلي على الأم» إضافة إلى تحميل كل الأعباء على الأم في كل ما يخص العملية التعليمية، سيما أن كان الأطفال في مدارس خاصة برسوم، معترفات بأنهن لا يقدرن على تعليمهم بالبيت «منهج الأنترناشونال» سلبيات التعليم عن بعد: - ارتفاع التكلفة المادية للانضمام له. - عدم تقبّل المجتمعات لهذا النوع من التعليم. - سوء الظن بهذا النمط التعليمي من حيث قدرته على توفير فرص عمل. - عدم اعتمادية بعض وزارات التعليم العالي في الدول العربية للتعليم عن بعد. - اقتصار المادة التعليمية على الجزء النظري من المنهاج في أغلب الأحيان. - إجهاد المتعلّم بسبب ما يقضيه من وقت على الهواتف الذكية وغيرها لمتابعة مواده الدراسية المختلفة. - اقتصار دور المعلّم على الجانب التعليمي في أغلب الأحيان، واختصار دوره القيمي التربوي وفي تنشئة الطلّاب. -عجز الطالب عن تقييم أدائه وتحصيله بشكل مستمر، وهو الدور الذي كان يُسند إلى المعلم في البيئة التعليمية الواقعية. إيجابيات التعليم عن بعد: - يلعب دورًا فعالًا في رفع المستويات الثقافية والعلمية والاجتماعية بين الأفراد. - يسد النقص الكبير في الهيئات التدريسية والأيدي المدربة المؤهلة في مختلف المجالات. - يخفف من ضعف الإمكانيات التي تعاني منها بعض الجامعات. - يُقلل من الفروقات الفردية بين المُتدربين، من خلال وضع المصادر التعليمية المتنوعة بين يدي المُتعلم - تقديم الدعم الكامل للمؤسسات التدريبية بكل ما تحتاجه لتنتج تعليمًا فعالًا. - فتح الآفاق في الارتقاء الوظيفي لمن فاته قطار التعليم المنتظم من الموظفين. - يوفر الوقت والجهد. - يساعد الفرد على الاعتماد على نفسه كليًا من خلال اختيار المصادر التي يستوحي منها معلوماته بذاته دون تأثير من الغير. مميزات التعلم عن بعد: - الملاءمة: لأنه يناسب جميع الأفراد سواء كان محاضرًا أو طالبًا. - المرونة: تتمثل بإتاحة المجال والخيارات أمام المتعلم وفقًا لرغبته في المشاركة. - التأثير: يمتاز بتركه تأثيرًا وفاعلية أكثر من نظام التعليم التقليدي لدى المتعلم؛ وذلك بما يستخدمه من تقنيات.