مرحلة جديدة يبدؤها التعليم هذا العام مع بداية الفصل الدراسي القادم لا تشبه غيرها من المراحل السابقة، تداعيات أزمة كورونا غيرت كثيرًا من الاستراتيجيات والخطط في كثير من المؤسسات الحكومية ونالت وزارة التعليم من ذلك جانبًا. إذ تعد وزارة التعليم أكثر المؤسسات الحكومية التي قامت بتغيير برامجها وخططها وآلية سير عملها نظرا لأهمية منتجها الرئيس الذي يعد ركيزة أساسية لنهضة البلد، والذي ستكون جودته أقل من المستوى المأمول لو لم تقم بهذه التغييرات. وكالة التعليم العام بحكم مسؤوليتها المباشرة عن التعليم العام وبمتابعة مباشرة من معالي الوزير قادت هذه الجهود الكبيرة الرامية لإجراء التغييرات المناسبة التي تتناسب مع متطلبات المرحلة، ونوعت من برامجها وطورت من خططها، وأطلقت عددا من المنصات التعليمية الضخمة، ووظفت كافة طاقاتها التقنية والبشرية ليكون منتجها التعليمي على مستوى عال من الجودة. وبالرغم من هذه الجهود الكبيرة التي بذلتها وزارة التعليم إلا أنها في ذات اللحظة تؤدي دورا من الأدوار التكاملية في العملية التعليمية، ويجب أن يؤدي شركاؤها بقية الأدوار الأخرى بذات المستوى من الجودة والاهتمام. ولعل الدور البارز لأولياء الأمور في إشاعة المناخ الصحي لأبنائهم مع بداية المرحلة القادمة أمر في غاية الأهمية، وهو دور بناء يؤدي إلى دعم الأبناء وتشجيعهم على التعلم والتحصيل بمستويات مرتفعة بإذن الله. إلا أنه بجانب هذا الدور المهم ثمة أدوار أخرى لا تقل أهمية، ربما لم تكن تعطى ذات القدر من الاهتمام في الأعوام الماضية، وهي أدوار تتعلق بمعرفة الخصائص الفنية للمرحلة التعليمية من خلال الاطلاع على المحتوى التعليمي المقدم وفهم خصائصه والمهارات المستهدفة ومحكات التمكن التي يفترض أن يتم تقييم الطالب في ضوئها. هذه المهمة ليست صعبة ولكنها كانت توكل بشكل رئيس للمدرسة والمعلم ويكتفي أولياء الأمور بالاطلاع على نتائج الأبناء التحصيلية بشكل دوري أو فصلي دون معرفة التفسير الحقيقي لهذه النتائج. الأمر في هذه المرحلة مختلف كليا، وإذا ما علمنا أن ثمة اتجاه دولي متنامٍ لاعتماد التعليم عن بُعد بشكل مستمر فإن أولياء الأمور يجب أن يدركوا أهمية هذا الدور الذي يفترض أن يقوموا به بجانب مؤسسات التعليم للمحافظة على استمرار سير عملية التعليم في أفضل مستوياتها والحرص الكامل على عدم المساس بجرعات التعلم المحتملة لأبنائهم. إن العناية الكاملة بتوجيهات وزارة التعليم التي تقدمها لأولياء الأمور والتي تؤكد على تفعيل دورهم كشريك رئيس في عملية التعلم لأبنائهم يعد نقطة تحول مهمة نحو الاتجاه الصحيح في إحياء هذا الدور المهم، كما أن الاستفادة التامة من المنصات التعليمية التي أطلقتها وزارة التعليم لتفعيل هذا الدور يعد أمرا ضروريا تتطلبه هذه المرحلة، فعلى سبيل المثال أطلقت الوزارة مؤخرا منصة «مدرستي» قدمت من خلالها كل ما يحتاجه الطلبة من مواد مساندة وميسرة للتعليم، وخصصت المنصة قنوات متعددة ومتجددة للتواصل الفعال بين منسوبي المدرسة وأولياء الأمور. إن وزارة التعليم من خلال ما تقدمه من قنوات ومنصات متنوعة توجه بذلك نداء ضمنيا لأولياء الأمور للاضطلاع بدورهم في هذه المرحلة المهمة من مسيرة التعليم في بلدنا، وهي تدرك في ذات الوقت أن وعي أولياء الأمور سيساهم في تحقيق أهداف هذه الشراكة بمشيئة الله.