في أعقاب الانفجار المدمر في 4 أغسطس في ميناء العاصمة اللبنانيةبيروت، ارتفع عدد القتلى في انفجار هائل عبر بيروت إلى 137 بينما فتش المحققون حطام ميناء العاصمة اللبنانية بحثا عن أدلة على سبب الانفجار. وقال المتحدث باسم وزارة الصحة اللبنانية في 6 أغسطس إن الانفجار الكبير الذي وقع في 4 أغسطس خلف أيضاً عشرات المفقودين وجرح 5000 على الأقل. أدى الانفجار إلى طمس جزء من الميناء وتسبب في أضرار على نطاق واسع في قلب المدينة، مما أثار مخاوف من أن يكون العدد النهائي للقتلى أعلى من ذلك بكثير. وألقى المسؤولون باللوم في الانفجار على مخزون كبير من نترات الأمونيوم - أحد مكونات الأسمدة القابلة للانفجار - التي تم تخزينها لسنوات في ظروف غير آمنة. وأمرت الحكومة في 5 أغسطس بوضع مسؤولي الموانئ قيد الإقامة الجبرية. وتقول تقارير وسائل الإعلام إن نترات الأمونيوم التي انفجرت تم تفريغها على الأرجح هناك قبل سنوات من سفينة شحن تم الاستيلاء عليها من مالكها الروسي، رجل الأعمال إيغور غريشوشكين. وقال وزير الداخلية اللبناني محمد فهمي في 5 أغسطس إن الانفجار نجم على ما يبدو عن تفجير أكثر من 2700 طن من نترات الأمونيوم. وقال فهمي إن السماد شديد الانفجار تم تخزينه في مستودع رصيف الميناء منذ مصادرته من سفينة شحن عام 2014. وقال رئيس الوزراء حسان دياب إن نترات الأمونيوم المصادرة كانت مخزنة في المستودع لمدة ست سنوات دون إجراءات أمنية. وقال دياب إن المسؤولين عن خرق السلامة سيتحملون المسؤولية. وقال رئيس الأمن العام اللبناني، عباس إبراهيم، إنه تم تخزين «المواد شديدة الانفجار» في المستودع منذ مصادرتها قبل سنوات. وبناءً على هذا الجدول الزمني وحجم الشحنة، تشير تقارير وسائل الإعلام إلى أن السفينة كانت على الأرجح السفينة "ام. في. روسوس» التي كانت مملوكة في وقت الاستيلاء عليها من قبل رجل لأعمال الروسي غريشوشكين. ويعيش رجل الأعمال من مدينة خاباروفسك في سيبيريا، حاليا في قبرص. وبحسب المحامين المشاركين في القضية بشأن مصادرتها، صادرت السلطات اللبنانية الباخرة «ام. في. روسوس» في البداية من قبل السلطات اللبنانية في عام 2013 بموجب أمر من المفتشين المحليين في بيروت بعد دخولها الميناء بسبب مشاكل فنية. وأكد بوريس بروكوشيف، الذي كان قائد للباخرة «أم. في. روسوس» في ذلك الوقت، أكد في مقابلة 5 أغسطس أن السفينة كانت مملوكة لرجل الأعمال الروسي في عام 2013.وأكد بروكوشيف التقارير التي تفيد بأن السفينة كانت تنقل نترات الأمونيوم من ميناء باتومي في جورجيا على البحر الأسود إلى موزمبيق عندما واجهت مشاكل فنية أجبرتها على التوقف في بيروت. وأخبر بروكوشيف أيضًا الباخرة كانت قديمة جدًا غرقت منذ عامين أو ثلاثة أعوام لأن لا أحد كان يحافظ على السفينة. وقال بروكوشيف إن رجل الأعمال الروسي غريشوشكين لا يزال مدينًا بعشرات الآلاف من الدولارات الأمريكية في شكل أجور غير مدفوعة له ولأعضاء الطاقم الآخرين. وقال إن جميع محاولاته لمقاضاة غريشوشكين في روسيا فشلت لأن رجل الأعمال لم يعد يقيم في روسيا. وذكرت تقارير إعلامية في روسيا ومولدوفا في 5 أغسطس أن السفينة كانت تبحر تحت علم مولدوفا عندما وصلت إلى بيروت. وأفاد موقع تتبع السفن على الإنترنت أن معظم طاقم السفينة كانوا بحارة أوكرانيين الذين تقطعت بهم السبل مؤقتًا في بيروت في عام 2013 بعد نفاد الأموال من غريشوشكين لدفع رواتبهم أو مقابل رسوم السفينة. ووصف بروكوشيف أن العالقين في لبنان مع أفراد طاقم السفينة الآخرين غير مدفوعين الأجر هو شكل من أشكال «الحبس» ، قائلاً إن جريشوشكين غادر الطاقم دون أي دعم مالي أو أي دعم آخر. كما ألقى باللوم على السلطات اللبنانية في الانفجار الهائل في 4 أغسطس. وقال بروكوشيف «كان عليهم التخلص من السفينة على الفور بدلاً من مصادرتها والمطالبة برسوم إيواؤها». وقال بروكوشيف «ثانيًا، نحن نتحدث عن نترات الأمونيوم هنا. كان من الممكن أن يستخدموها في حقولهم (الزراعية). لم يكن أحد يدعيها، مما يعني أنها لا تخص أحد». ولا تزال السلطات اللبنانية تحقق في سبب الحريق الذي أدى إلى الانفجار الكبير. ولم يعلنوا بعد ما يعتقدون أنه السبب النهائي لهذا الحريق. ومع ذلك، أفادت قناة «أل بي سي هي تيفي اللبنانية في 5 أغسطس أنه، وفقًا لمعلومات أولية، بدأ الحريق الذي فجّر الانفجار بطريق الخطأ من قبل عمال اللحام الذين كانوا يغلقون فجوة سمحت بدخول المستودع بشكل غير مصرح به. وقالت القناة إن الشرارات من شعلة لحام يعتقد أنها أشعلت الألعاب النارية المخزنة في مستودع، والتي بدورها فجرت شحنة قريبة من نترات الأمونيوم التي تم تفريغها من الباخرة قبل سنوات. يقول خبراء مستقلون إن السحب البرتقالية التي أعقبت الانفجار الهائل في 4 أغسطس كانت على الأرجح من غاز ثاني أكسيد النيتروجين السام الذي تم إطلاقه بعد انفجار تضمن النترات. وإن المدينة المدمرة في 5 أغسطس، كان الصليب الأحمر ينسق مع وزارة الصحة اللبنانية من أجل نقل الضحايا للمشرحة لأن المستشفيات كانت مكتظة. ومع وجود آلاف الجرحى في المستشفيات والعديد من الأشخاص الآخرين مدفونين تحت الأنقاض في 5 أغسطس، من المتوقع أن يرتفع عدد القتلى. قال محافظ بيروت، مروان عبود، في 5 أغسطس، إن ما يصل إلى 250 ألف شخص فقدوا منازلهم نتيجة الانفجار الهائل. وقال إن السلطات أطلقت عملية إنسانية ضخمة لتوفير الغذاء والمياه والمأوى لأولئك الذين نزحوا. ميناء بيروت قبل الكارثة الباخرة المنكوبة وحمولتها التي تم افراغها في مستودع غير مؤمن في الميناء الروسي إيغور غريشوشكين، مالك سفينة نترات الأمونيا