حذرت منظمة الصحة العالمية أمس الاثنين من احتمال ألا يكون هناك "حل سحري" للقضاء على فيروس كورونا الذي أصاب الملايين حول العالم رغم الآمال الكبيرة في التوصل للقاح ضد مرض كوفيد- 19 الناجم عن الإصابة بالفيروس. وأظهرت حسابات رويترز أن ما يربو على 18.14 مليون شخص أصيبوا بالمرض وتوفي 688080 شخصاً به، مع عودة الفيروس للظهور في دول ظنت أنها تجاوزت أسوأ ما في الجائحة. وحث تيدروس أدهانوم جيبريسوس المدير العام للمنظمة ومايك رايان كبير خبراء الطوارئ في المنظمة كل الدول على التطبيق الصارم للتدابير الصحية مثل وضع الكمامات والتباعد الاجتماعي وغسل اليدين وإجراء الفحوص. وقال تيدروس في إفادة صحفية عبر الإنترنت من مقر المنظمة في جنيف: "الرسالة الموجهة للناس والحكومات واضحة: التزموا (بالتدابير) كلها". وأضاف أن الكمامات يجب أن تصبح رمزاً للتضامن حول العالم. وتابع: "هناك عدد من اللقاحات في المرحلة الثالثة من التجارب السريرية الآن ونأمل أن يكون لدينا عدد من اللقاحات الفعالة التي يمكنها وقاية الناس من العدوى. لكن لا يوجد حل سحري في الوقت الحالي وقد لا يوجد أبداً". وقال رايان: إن الدول التي تتزايد فيها معدلات العدوى، كالبرازيل والهند، بحاجة للاستعداد لمعركة كبيرة، مضيفاً: "طريق الخروج طويل ويتطلب التزاماً مستداماً". استقصاء أشار مسؤولو منظمة الصحة إلى أن فريقاً استقصائياً تحضيرياً لم يرجع بعد من الصين التي نشأ فيها الفيروس. ومن المقرر إرسال فريق أكبر يضم خبراء صينيين ودوليين في المرحلة التالية لمعرفة منشأ الفيروس في مدينة ووهان لكن توقيت إرساله وتشكيلته لم يتضحا حتى الآن. وحث تيدروس الأمهات على مواصلة الرضاعة الطبيعية حتى إن أصبن بكوفيد- 19 لأن المنافع تفوق مخاطر العدوى "بكثير". وأضاف أن فيروس كورونا هو أكبر حالة طوارئ صحية عالمية منذ أوائل القرن العشرين لكن البحث العالمي عن لقاح مضاد للفيروس تاريخي أيضاً. وتابع: "هناك لقاحات كثيرة تحت التجربة وعدد منها في المرحلة الأخيرة من التجارب السريرية.. وهناك أمل. لا يعني هذا أنه سيكون لدينا لقاح لكن السرعة التي وصلنا بها إلى المستوى الذي وصلنا إليه الآن لم يسبق لها مثيل على الأقل". وأضاف: "ثمة مخاوف من ألا يكون هناك لقاح يمكن أن يجدي نفعاً أو ربما يوفر الحماية لبضعة أشهر ليس أكثر. لكننا لن نعرف قبل أن ننهي التجارب السريرية". وضع كارثي ذكر التلفزيون الإيراني الرسمي أن البلاد تشهد حالة وفاة كل سبع دقائق بكوفيد- 19 إذ أعلنت وزارة الصحة عن 215 حالة وفاة جديدة بالمرض الناتج عن الإصابة بفيروس كورونا المستجد وأطلقت وسائل الإعلام تحذيرات من عدم الحفاظ على قواعد التباعد الاجتماعي السليمة. ونقل التلفزيون عن سيما سادات لاري المتحدث باسم وزارة الصحة قوله: إن 215 شخصاً توفوا في الأربع والعشرين ساعة الماضية ليبلغ إجمالي عدد الوفيات في البلاد 17405 حالات. وارتفع عدد الإصابات المؤكدة 2598 حالة إلى 312035 حالة. وعرض التلفزيون لقطات لعدة إيرانيين في شارع مزدحم دون وضع الكمامة أو مراعاة التباعد الاجتماعي. وشكك بعض الخبراء في دقة بيانات الكورونا الرسمية في إيران. فأشار تقرير لمركز أبحاث البرلمان الإيراني في أبريل إلى أن الأعداد ربما تكون مثلي ما تعلنه وزارة الصحة. وقال التقرير: إن البيانات الرسمية تستند فقط إلى أعداد الوفيات في المستشفيات ممن أجريت لهم فحوص وجاءت نتيجتها إيجابية. وذكرت هيئة الإذاعة البريطانية (بي.بي.سي) الاثنين، استناداً إلى بيانات من مصدر لم تذكر اسمه، أن عدد الوفيات بالفيروس في إيران قد يكون ثلاثة أمثال المعلن. ونفت إيران ما ورد بالتقرير وقالت: إنها لا تمارس أي تعتيم. ومع ارتفاع حالات كوفيد- 19 منذ تخفيف إجراءات العزل العام في البلاد في منتصف شهر أبريل قالت السلطات: إن إجراءات للحد من التفشي ستفرض من جديد إذا لم يلتزم الناس بالإرشادات الصحية. وأصبح وضع الكمامة إلزامياً في الأماكن العامة والمغلقة منذ الشهر الماضي. ملايين الجرعات أكدت روسيا الاثنين أنها ستتمكن قريباً من إنتاج مئات الآلاف من جرعات لقاح مضاد لفيروس كورونا المستجد شهرياً و"عدة ملايين" منذ بداية العام المقبل. وذكر وزير التجارة الروسي دينيس مانتوروف أن ثلاث شركات طبية حيوية ستتمكن، اعتباراً من سبتمبر، من إنتاج لقاح تم تطويره من قبل مركز نيكولاي غاماليا لعلم الأوبئة والأحياء المجهرية، بكميات كبيرة. وأوضح لوكالة تاس للأنباء: "وفقاً للتقديرات الأولية (...) سنكون قادرين على توفير مئات الآلاف من الجرعات شهرياً هذا العام، ثم عدة ملايين في بداية العام المقبل". تعمل روسيا منذ شهور، مثل العديد من البلدان الأخرى في العالم، على تطوير عدة لقاحات تجريبية مضادة لوباء كوفيد- 19. وتم تطوير لقاح غاماليا بالتعاون مع وزارة الدفاع. أما اللقاح الثاني، فيتم تطويره في مركز فيكتور للأبحاث في سيبيريا ومن المتوقع إنتاج الجرعات الأولى منه في أكتوبر 2020، بحسب السلطات. وأعلنت روسيا، رابع دولة في العالم من حيث عدد الإصابات بعد الولاياتالمتحدة والبرازيل والهند، في أبريل رغبتها في أن تكون من بين الدول الأولى، إن لم تكن الأولى، التي تطور لقاحاً ضد الفيروس. ولم تكشف موسكو البيانات العلمية التي تثبت فعالية لقاحاتها وسلامتها.