عند البحث في ما وراء "الثقافة" ستصادفك الكثير من التصنيفات .. ثقافة المأكل والمشرب واللباس أو حتى الحديث، لكن ثقافة "الأصوات" قطعت شوطًا كبيرًا في محاولة جذب الاهتمام في وطننا العربي، فأخذ بيدها في السعودية مجموعة من الأصدقاء (عبدالله العصيمي، عبدالله شاهر، خالد البرق) بمبادرة من (عزيز سليم) للانطلاق في جولة حول مختلف مناطق المملكة بهدف جمع الأصوات المختلفة. انطلقت رحلة استثنائية من العاصمة الرياض، مرورًا بالشرقية والأحساء ونجران وأبها وغيرها. لتسجيل وتوثيق مقطوعة ثقافية سعودية لأصوات مختلفة لكل مايصدر صوتًا، فكان لأمواج البحر ونعيق النوارس نصيب كما لأصوات السيارات العابرة حظ في التقاطها. لم يفت على الأصدقاء المرور بالقلعة الأثرية في جزيرة تاروت شرقيّ مدينة القطيف بالمنطقة الشرقية والتي يرجع تاريخها المعروف لأكثر من سبعة آلاف عام قبل الميلاد، فكان للثقافة صوتٌ آخر. فالتقطوا صوتًا لارتداد الباب وتلامس الأحجار، وحتى صرير النافذة القديمة وثِّقت لتنضم لمقطوعة الثقافة السعودية. تسجيل صوت حفيف شجرة "الرقاعة" في شعف ال سودة بمدينة تنومة، كان لهُ وقع مختلف كون عمرها امتد لأكثر من 600عام، بقطرٍ يبلغ 3 أمتار وطولٍ يصل لخمسة عشر مترًا. تعهد الأصدقاء بإثراء المحتوى الصوتي السعودي عبر إنشاء مكتبة الكترونية صوتية، لتعكس الثقافة والتراث السعودي، على أن يتاح للعامة المشاركة في إضافة الأصوات المختلفة.