تعاملت المملكة مع جائحة كورونا بكل انسيابية ومهارة، واستثمرت إمكاناتها البشرية والمالية، بجانب خبراتها المتراكمة، للتخفيف عن كاهل المواطن والمقيم، وهو ما ساعدها اليوم في تجاوز أقسى مراحل الأزمة بنجاح باهر، شهدت به دول العالم ومنظماته وهيئاته المختلفة. ووسط الإمكانات الكثيرة التي اعتمدت عليها المملكة في الجائحة، لا يمكن إغفال البنية الرقمية، التي لعبت دوراً في تجاوز تداعيات الأزمة بسلام، هذه البنية ساهمت في تسيير أمور الحياة اليومية في مختلف النواحي، في ظل التطبيق الحازم لاحترازات كورونا بمختلف مراحلها السابقة، وما شهدته من قرارات منع تجول وتباعد اجتماعي وحجر صحي وعزل منزلي. الإشادة بالبنية التحتية الرقمية للمملكة في زمن كورونا، لم تصدر من مسؤول سعودي أو جهة حكومية، وإنما من الاتحاد الدولي للاتصالات، الذي وصف هذه البنية بأنها الأنجح عالمياً خلال الجائحة، من خلال قدرتها على استيعاب الزيادة الكبيرة في استهلاك البيانات دون أي تأثير على جودة الشبكة وسرعة الإنترنت. وتذكرنا إشادة الاتحاد الدولي للاتصالات، بإنجاز مماثل، حققته المملكة قبل أيام، بتقدمها 9 مراكز دفعة واحدة، في مؤشر الأممالمتحدة "لتطور الحكومة الإلكترونية"، على مستوى العالم، ولأن المملكة لا ترضى إلا بالمراكز المتقدمة، فهي تقدمت 40 مركزاً في مؤشر "البنية الرقمية التحتية"، لتحل المرتبة ال27 على مستوى العالم. يضاف إلى ذلك الاستراتيجية التي وضعتها البلاد منذ ثلاث سنوات مضت، وعملت خلالها على تعزيز الاستثمار في البنية التحتية الرقمية لقطاع الاتصالات، لذلك عندما اجتاح كورونا العالم، كانت المملكة جاهزة تقنياً للتعامل مع الوباء واحترازاته. وعندما يصل حجم استهلاك الفرد في المملكة يومياً من البيانات إلى 920 ميغابايت، أثناء الجائحة، وهو ما يزيد على أربعة أضعاف المتوسط العالمي الذي يقدر ب200 ميغابايت، فهذا يعكس حرص البلاد على الوصول إلى القمة في أي مشروعات تنجزها، أو تطورات تستحدثها. وتؤكد الإنجازات التي حققتها وتحققها المملكة في قطاع الاتصالات وتقنية المعلومات، التزامها التام بما تضمنته رؤية 2030 في بناء مجتمع حيوي واقتصاد مزدهر، وتأسيس بيئة رقمية جاذبة، تجعل من حياة المواطنين والمقيمين وتعاملاتهم أكثر سهولةً ويُسرًا، وجاءت جائحة كرونا لتكون أكبر اختبار لكفاءة هذه البنية وقدرتها على التعاطي مع احتياجات المجتمع.