انطلق العمل التطوعي في المملكة من مبادئ الشريعة الإسلامية الراسخة الحاثة على خدمة الإنسانية. ولقيمة التطوع وتأثيره في حياة الفرد اهتمت به رؤية المملكة 2030، حيث يركز محور "وطن طموح" على تعزيز مسؤولية المواطن، من خلال المشاركة في الأنشطة التي تهدف لنشر الثقافة القانونية؛ بما يسهم في استدامة العمل التطوعي ويحقق رؤية سيدي صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان. ومن هذا المنطلق يتطلب من المختصين القانونيين المساهمة في توعية المجتمع بالثقافة القانونية، ويعد ذلك واجباً وطنياً على كل مختص في هذا المجال، بأن يقدم ما يعزز هذا الجانب التوعوي، خصوصاً وأنّ القانون والحياة وجهان لعملة واحدة، ولا يمكن القول بأن وطننا معدوم التجارب التطوعية قانونياً، فهناك مبادرة (بصيرة) القانونية، التي تعمل على توعية المجتمع بالثقافة القانونية، عبر نشر المنشورات واللقاءات القانونية والدورات، لتمكين العامة من معرفة ما لهم من حقوق وما عليهم من واجبات، وتفادي الأخطاء الفادحة، كمن يوقّع سنداً لا يعلم محتواه ثم يفاجأ بالتبعات القانونية. ولا شك أن نشر الثقافة القانونية يؤدي للحد من اللجوء للمحاكم، مما يوفر الجهد والمال والوقت، ويعزز السلام الاجتماعي، ويحد من التباغض والنزاعات والمشكلات، مما يصب في محصلة سعادة الإنسان، وازدهار المجتمع، حيث إنّ الوعي هو الغاية الكبرى والهدف الأسمى للقانون، والوعي لا يتمثل في معرفة النصوص النظامية فحسب، بل هو صورة متمازجة ووسيلة شاملة لكل أنواع الوعي الاجتماعي ورفع المستوى الثقافي والمعرفي للمجتمع؛ ليكون قادراً على استيعاب هذه النصوص، وتقبّل أوامره ونواهيه بالشكل الصحيح.