إن عظمة الأوطان من عظمة قادتها الحكماء، وإخلاص أبنائها الأوفياء، واجتماع السواعد يبني الوطن واجتماع القلوب يخفف المحن، هذه العبارة تلخص الدور المحوري الذي تضطلع به المملكة في ظل تفشي الوباء العالمي كورونا (كوفيد 19) وما يخلفه من تداعيات يدفع ثمنها البشر، وتتحمل فاتورته الباهظة اقتصاد الدول وجميع قطاعاتها دون استثناء والمعدن الأصيل للدول يظهر في الأزمات وأوقات الشدة، من حيث كيفية المعالجة ونوعيتها، هذا ما تجلى في المملكة التي تعاملت مع وباء «كورونا» المستجد بشفافية عالية جداً وبمسؤولية إنسانية أبهرت العالم، كما أظهرت كفاءة عالية في احتواء أشد الأوبئة فتكاً بالإنسان في القرن الحادي والعشرين حيث باتت مدرسة متفردة، ومنهجاً متقدماً على ما سواه في مجال المسؤولية الإنسانية. وغني عن القول، إنه حيث تحضر القيم الإنسانية الجامعة، والروح البشرية المسؤولة، تجد المملكة في مقدمة الحضور، حيث قامت على مدى الشهور الماضية بتقديم يد العون للعديد من الدول الشقيقة والصديقة في مختلف أنحاء العالم، لمساعدتها على مكافحة وباء كورونا المستجد. ولا يخفى على أحد بأن الشعوب المتحضرة تحترم من يقدس الإنسانية، وتقدر مبادرات السلام واحتواء الأزمات، وهي تتميز بهذا الحس السامي من الإيثار والتكافل الاجتماعي، الذي يعطيها مناعة من الأزمات الاقتصادية والاجتماعية والصحية، فالمملكة تستحق الشكر والثناء لما تقدمه من جهود مباركة جبارة قلَّ نظيرها في العالم وفي وقت حرج كهذا. فقد أثبتت أنها دولة الإنسانية والخير لجميع دول العالم الذي يمر بأحلك الظروف أمام تحديات وقف انتشار وباء «كورونا» المستجد، وأكدت أن عطاءها لا ينضب حتى في أشد الأزمات التي تواجهها البشرية، ومن المؤكد أن مجتمع العدل والإنسانية هو الذي يصنع الازدهار في علاقات الإنسان مع الطبيعة. وأثبتت المملكة أن إنسانيتها غير مشروطة ولا مرتبطة بالتوجهات السياسية للدول المستفيدة منها، وتتجاوز حدود الجغرافيا وتسمو على الفوارق العرقية والدينية والطائفية، وأنه لتبقى الإنسانية على قيد الحياة ستبقى المملكة على قيد الإنسانية. ستبقى المملكة وطن الإنسانية وطن المواقف المشرفة، وستبقى قيادتنا حاضرة وبقوة، لتضع بصمتها في قضايا المجتمع الدولي، ومساندة حقيقية لقضايا البشرية.