نشر الدكتور راشد العبدالكريم قراءة نقدية لكتاب الدكتور عبدالله الغذامي الصادر مؤخرا عن دار العبيكان للنشر بعنوان (العقل المؤمن / العقل الملحد - كيف لعقول البشر أن تؤمن وتلحد)، وقد استهل الدكتور راشد قراءته بمدخل طريف يشير فيه إلى اختلاف موضوع الكتاب وتخصصه عن كتب الغذامي السابقة، ملمحا إلى خروج الغذامي عن ميدانه الأكاديمي والبحثي المعهود، وربما هذا ما يبرر تعقيب العبدالكريم. بعدها حدد العبدالكريم موضوع الكتاب في فلسفة العلم، أو فلسفة الدين حيث يدور حول سؤال محوري هو: (هل يوجد خالق؟) مشيرًا إلى اهتمام الغذامي بهذه القضية؛ لأنه يرى أنها «الامتحان الحق للعقل البشري»، وتدور حولها حوارات الإيمان والإلحاد، ومع الإشادة بمقصد الغذامي من الكتاب، إلا أنه حوى بعض القضايا الجديرة بالوقوف والتأمل على حدّ وصف الدكتور راشد العبدالكريم، قبل أن يلخص وقفاته تلك في أربع نقاط: موقف راسل وهوكينج الملحدَين غير علمي ومتناقض ويعبر عن موقف اللاحجة، بعكس ما أشار له الغذامي ب «العلموية»، وتوقفه عند رأي الغذامي في عدم تعارض نظرية التطور مع الدين «التطورية»، وأيضا التهوين من أمر الشك، وجعله قرينًا للإيمان، ويمكن التعامل معه بالفلسفة، بالإضافة إلى ما يتعلق بزوال المتشابه بردّه إلى التفكير الفلسفي أو بالتعاطي معه من خلال المنهج الفلسفي. ليبدأ الدكتور راشد العبدالكريم بعدها بتعقب تلك القضايا في كتاب الغذامي بالشرح والتحليل والمناقشة والاستدراك، مشددا على أن أجوبة تلك القضايا وطريقها الصحيح هو الإيمان؛ لأن أجوبتها مستقرة في فطرة الإنسان، وليس في العقل ما يعارض تلك الأجوبة، مضيفا أن العلم الطبيعي والنظر العقلي الخاليان من التكلف الفلسفي يؤيدان ذلك الإيمان ويرسخانه، واختتم تعقيباته بالتأكيد على أن القرآن الكريم أجاب عن كل تلك الأسئلة والقضايا بطرق متعددة، بما يفهمه كل عاقل، وبما يُطمئن القلب والعقل، ويُزيل العذر ويُقيم الحجة. فيما أشاد الدكتور عبدالله الغذامي بمنهجية الدكتور راشد العبدالكريم وبقيمته العلمية والأخلاقية، مشيرا إلى احتياج تعقيبه إلى «حوار شديد»، موجها الدعوة إلى العبدالكريم لحوار مباشر يعرض عبر منصة «يوتيوب»، بعد أن اعتبره أفضل من يحاور في قضايا الإيمان والإلحاد والوجود، وقد أورد الغذامي تلك الدعوة في سياق حديثه في لقاء مباشر حول «فاعلية القارئ» عن «المشاكسات النقدية» التي افتقدها منذ غياب محاورات وإشكاليات تيار الصحوة في نصوص الأدباء، معتبرا الحوار المرتقب مع العبدالكريم لحظة مناسبة لاستعادة روح «المشاكسة». بدوره أبدى الدكتور راشد العبدالكريم الموافقة على عرض الغذامي، مشترطا الاتفاق على ضوابط إجرائية وتنظيمية للحوار؛ حتى يخرج بأهدافه «حسب تعبيره»، الأمر الذي عدّه عبدالله الغذامي بشارة خير، مبديا سعادته بهذه «المبادرة المباركة». د. عبدالله الغذامي