التحفيز ودوره في العملية التربوية

التحفيز كلمة تملأ القلب سعادة، وتستثير الخيال بما تحمله من راحة وجمال، وقد حفزنا الله لعمل الصالحات عندما وعدنا بالجنة، وجعلها درجات، لنعمل أن الأعمال متفاوتات، والثواب يكون بحجم الاجتهاد والطاعات، وللتحفيز أثره الإيجابي على الإنسان فمن طبيعة البشر انتظار الثواب بعد أي عمل يقومون به، وقد فطر الله البشر على ذلك، ووعدهم بالجنة ليعملوا ويجدوا، ثم جعل الثواب أنواعاً، منه ما هو في الحياة الدنيا من رزق وسكينة وعافية وبركة، ومنه ما هو في الآخرة من جنان تتفاوت مراتبها.
وتنطلق مبادرة مركز التحفيز في تبوك حاملة على عاتقها صناعة الأثر، ودعم المميزين والمميزات في الميدان التربوي، هذه المبادرة النوعية التي أروت الغليل وتجاوزت المستحيل، لتخلق تنافسية عالية، وتسعى لتجويد عملية التعليم والتعلم، وتثبت أن القيادة علم وفن وذوق، وتصور أثر القائد المحفز في نفوس منظمته، والارتقاء بهم.
وهذا المركز يسعى جاهداً لتنويع أساليب التحفيز لتكون أكثر فاعلية من استعمال معزز واحد، فالتحفيز بالثناء وكتابة رسالة نصية، وتقديم شهادة شكر، أو درع، أو كلها مجتمعة ستكون أبلغ أثراً في التحفيز، ولا شك أن التحفيز ذو أثر كبير في خلق الانتماء للمنظمة.
والانتماء هو ارتباط الفرد بأسرته ومجتمعه ووطنه وأمته وشعوره بالاعتزاز بهم، ويظهر في المحبة وتكريس الجهد والعمل بكل ما في الوسع، ويرى علماء النفس أن الانتماء حاجة نفسية ذهنية، فيعرفونه بأنه الروابط العاطفية والنفسية والذهنية التي تجذب فرداً أو مجموعة من الأفراد إلى معتقد أو فكرة أو مذهب أو مؤسسة بدرجة من القوة تجعل المنتمي يحرص على سلامتها وكرامتها ورفعة شأنها، والحاجة إلى إقامة علاقات طيبة بالآخرين، وهذا ما لمسناه على أرض الواقع، وتجلى لنا من سعادة الميدان بهذا المركز والانطلاق إلى فضاءات أرحب من البذل والإنجاز المميز.
وانطلاقاً من الأهداف الاستراتيجية لوزارة التعليم التي تؤكد على أهمية تحسين البيئة التعليمية المحفزة للإبداع والابتكار، وحرصاً من الإدارة العامة للتعليم بمنطقة تبوك على تحفيز الميدان التعليمي ودعم وتشجيع منتسبيها من أجل قيادتهم نحو تحقيق الأهداف وتجويد وتحسين الأداء وزيادة الإنتاجية فقد تبنت الإدارة العامة للتعليم في منطقة تبوك العمل على إنشاء مركز التحفيز ليكون أحد المرتكزات التي ترتقي بالدافعية وتقود إلى الإبداع والتميز، سائلين الله تعالى أن يساهم المركز في نشر ثقافة التحفيز وبث روح المنافسة والعطاء بما يدعم برامج ومناشط التعليم ويحقق الغايات المرجوة.
* مدير مركز التحفيز في تعليم تبوك