تعهدت حركتا فتح وحماس الفلسطينيتان أمس الخميس بالوحدة ضد خطة إسرائيل ضمّ أجزاء من الضفة الغربيةالمحتلة، وذلك في مؤتمر صحافي مشترك بعد طول قطيعة بينهما. وقال أمين سرّ اللجنة المركزية لحركة فتح اللواء جبريل الرجوب سنعمل على تطوير كافة الآليات التي تحقق الوحدة الوطنية، مضيفاً أن المرحلة الحالية هي الأخطر التي يعيشها شعبنا، وتتطلّب منا أن نكون على مستوى هذا التحدي. وأشار إلى اتفاق بين الحركتين لإفشال صفقة الضمّ ومشروع تصفية قضيتنا كقضية سياسية. واعتبر الرجوب أن حركة حماس شريكة لفتح، داعياً العمق العربي والإسلامي إلى عدم التطبيع مع الاحتلال. وقال سنخوض معركتنا سوياً موحدين تحت علم فلسطين لتحقيق الدولة المستقلة كاملة السيادة. وسيطرت حركة حماس في صيف عام 2007 على قطاع غزة بعد معارك مع حركة فتح. وحصلت قطيعة بين الجانبين، رغم محاولات خجولة خلال السنوات الماضية للمصالحة لم تأتِ بنتيجة. وقال نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس صالح العاروري: «نريد أن نكون اليوم موحدين، اليوم هو يوم الوحدة الفلسطينية»، وأشاد بموقف الرئيس محمود عباس في رفض التنازل للاحتلال. واعتبر أن المؤتمر فرصة لبدء مرحلة جديدة تكون خدمة استراتيجية لشعبنا في اكثر المراحل خطورة. من جانبه قال نائب رئيس حركة فتح محمود العالول، إن عدم إعلان رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو عن الضم، لا يعني أنه لن يعلن، أو أننا حققنا انتصارًا، لأن خطر الاحتلال ومشاريعه الاستيطانية ومخططاته لفرض سياسة الأمر الواقع على الأرض لا يزال قائمًا. وأكد العالول في حديث لتلفزيون فلسطين الرسمي، أن القيادة الفلسطينية وكافة أبناء الشعب الفلسطيني سيواصلون رفضهم ومقاومتهم للاحتلال ومخططاته، مشيراً إلى أن معركتنا الأساسية مع الاحتلال بكل ظواهره وضمه وجيشه ومستوطنيه. وأضاف: موقفنا واضح من مخطط الضم الإسرائيلي، سواء تأجيل الضم أو ضم جزئي أو على مراحل، فهو مرفوض تماما وسنقاومه، وسنعمل لإلغاء كل ما له علاقة بالضم، ونضالنا سيستمر ضد الاحتلال. وأشار إلى أن الموقف الفلسطيني بقيادة الرئيس محمود عباس منذ إعلان الاحتلال عن نواياه بالضم كان حاسماً وعنيداً وصلباً، ولا يوجد به مرونة على الإطلاق وواضحاً وضوح الشمس، وقلنا إننا في حل من كل الاتفاقيات دون أي استثناءات. وأشار إلى أن الموقف كان محاطاً من كافة مكونات الشعب الفلسطيني من فصائل عمل وطني ومنظمات مجتمع مدني وكافة الأطياف، والذين أبدوا استعدادهم لتحمل كافة التبعات من أجل الحرية والاستقلال. وثمن المواقف العربية والدولية التي عبّرت بكل وضوح عن رفضها لمخططات الاحتلال، ومساندتها لقضيتنا الفلسطينية، مشيراً إلى أن هذه المواقف فاقت توقعات الكثيرين في إيجابيته في ظل مواقف الإدارة الأميركية والإسرائيلية المتنكرة للقانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية. وشدد على أهمية لجم العدوان والانتهاكات الإسرائيلية المتواصلة، وآخرها مخططات الضم، من خلال تفعيل المقاومة الشعبية وتعزيز الجبهة الداخلية والوحدة بين كافة أطياف الشعب الفلسطيني، موضحاً أن اللجنة المركزية في حركة فتح ستعلن عن آخر الاتصالات والخطوات مع حركة حماس وكافة الفصائل لصياغة موقف موحّد في مواجهة مخططات الاحتلال. ولفت العالول إلى وجود محاولات إسرائيلية - أميركية لضرب الوحدة الوطنية الفلسطينية، مشيراً في ذات الوقت إلى أن عدداً من مواقع التواصل الاجتماعي يقف خلفها أشخاص مشكوك في أمرهم ويحاولون ضرب حالة الوحدة الفلسطينية.