لأنّني أعرفُ مدى تأثير عدم اكتراثنا لأسباب المشكلات الروتينية والتوغّل في أعماقها، سأكتُبُ هذا. لديكَ في كل يوم أربع وعشرون ساعة كاملة مليئة بالأحداث، والأشخاص، والكلمات، قد يحدُث خلالها ما يسرُّك، ويحدُث الذي يعكّر صفوَ يومك، ماذا لو كان الذي يعكّر صفوَ يومك يحدث روتينيًا؟ يلزمكَ الآن أن تقِف قليلًا، وتُفكّر بالأمر! معظم المشكلات المتكررة والروتينية حلّها بين يديك، حلّها ينبع من داخلك، دون أن تنتظِر أن يأتي أحدٌ ليفعل. جلستُ صباح الأمس بجانبِ القطّة التي تحاصرني حين خروجي وحين عودتي، وتجعلني أنتفِض خوفًا! تصالحتُ مع الأمر، رحّبتُ بها، وبدَت لي ألطف بكثيرٍ ممّا اعتقدت. كم من موضوع متكرر في حياتنا كان بحاجة إلى مثلِ هذا، كم موضوع كان حله ببساطة هو التقبُّل، ولم نكُن ندري! كم من مرّة كان حلّ ما يُرهقنا موجودًا في داخلنا، ولم نُدرك؛ كي نُصلِح! يكفيكَ التقبُّل للمُضي قُدمًا، يكفيكَ التقبُّل؛ كي تصِل بخفّة إلى ما تسعى لأجله، دون ضيقٍ أو تذمّر، تعلّم كيف تحوِّل المشكلات البسيطة لمصلحتك. من اللحظة التي تقرأ بها الآن تذكّر أي مشكلة أو أي أمر متسبب بتعبك بشكلٍ متكرر، وخذ قرارًا حاسمًا بتقبّله إلى أن يتلاشى من داخلك، ويستريح قلبك، واعتبر ذلك حلًّا مؤقتًا إلى أن تجد الحل الأنسب وتتخلص منه نهائيًا. قد طرح الكاتب ستيفن آر. كوفي نظرية تنص على أن 10% من المشكلات التي تحدث لكَ خارجة عن إرادتك ومسؤوليتك، والباقي يعتمد عليك وعلى كيفية تعاملك تجاه الأحداث، فكّر في الأمر أيها القارئ!