إنهاء الخلاف والتصالح فن يجب على الزوجين إتقانه، حيث يخاف البعض من الدخول في الخلافات خوفاً من عدم الخروج منها وقد يتقبل البعض الآخر الخلافات ولا يلاقي صعوبة في تخطيها، فالمبادرة بالخطوة الأولى ليست إلا تجاوزا للتوتر من أجل التصالح مع الآخر ودليل على نضج وتفهم من الطرف المبادر. وتعد معرفة أسباب الخلاف الحقيقية الخطوة الأولى نحو إنهاء الخلافات، حيث عادة ما تخفي الخلافات الظاهرة سبب المشكلة الحقيقية، لذلك فإن الحوار ومناقشة الأمور يعدّ الحل الأفضل للنظر في التراكمات التي أدت إلى الانفجار، فضغط النفس والكتمان لا يحل المشاكل. كذلك فمن أهم خطوات التصالح تخطي حاجز الكبرياء بين الزوجين فلا يؤدي الحوار عادة إلى إقناع الآخر خاصة عند إصرار كل طرف على رأيه وموقفه ليتحول الحوار إلى ساحة مبارزة يحاول كل الطرف الخروج منها منتصرا على الآخر، ولكن العلاقة بينهما لابد أن تكون أهم وأقوى من الانتصار في معركة الكلام، فلا يجوز التصرف على أساس التنافس بل الحوار وجهاً لوجه والاعتراف بالخطأ. ويجب التمهل وأخذ وجهة نظر الآخر بعين الاعتبار وتقبل التناقضات وتباين الآراء، فكلما تمسك الشخص بوجهة نظره كلما ازداد التوتر وتطورت المشكلة، ومن المهم كذلك تجنب الشكوى لطرف ثالث ليتدخل بينكما، فكثرة ترديد عيوب أو نقاط ضعف الطرف الآخر، تجسمها وتضخمها وتوحي باستحالة الوصول للصلح. كما ينبغي تجنب إطالة فترة الخلاف، حتى لا يزيد التباعد من تضخيم المشكلة مهما كانت صغيرة، مع الحرص على حل مشكلاتهما والقضاء على ما يعكر صفوهما أولاً بأول.