يسود اعتقاد في المؤسسة السياسية الإسرائيلية بأن تعهد رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، بتنفيذ مخطط ضم 30 % من الضفة الغربية لإسرائيل، حتى الأول من يوليو المقبل، لن يُنفذ، حسبما كتب المحلل السياسي في صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية، ناحوم برنياع، أمس الأحد، وبين برنياع أن نتنياهو هو أبرز المؤجلين، وتأجيل تنفيذ وعوده هو جزء من سر نجاحه. وأشار إلى أن الأحزاب الصهيونية غير اليمينية ومعظم قادة المستوطنين يؤيدون استمرار الوضع القائم في الضفة الغربية، وأن اليمين الاستيطاني يتخوف من أن ضم جزء من المنطقة (أي الضفة الغربيةالمحتلة) يعني تنازلاً نهائياً عن المنطقة كلها، إقامة دولة فلسطينية وتجفيف المستوطنات المعزولة. ووفقاً لبرنياع، يؤيد أنصار أرض إسرائيل الكاملة، مثل رئيس الدولة رؤوفين ريفلين. وتابع، نتنياهو يطرح ضماً من نوع آخر، ضماً بلا ثمن، يضمن المنطقة، لكن لا يمنح المحليين حقوقاً. وقال الرئيس السابق للدائرة السياسية الأمنية في وزارة الأمن الإسرائيلية، عاموس غلعاد، لإذاعة الجيش الإسرائيلي: «خطة الضم هي مثال لعمل منقوص. وأضرار الضم هائلة سواء حدث أو لم يحدث. وطالما أن الجيش الإسرائيلي منشغل بمواجهات وأعمال شغب، وليس بالتهديد الإيراني، فإن هذا إهدار للوقت». ونقلت الإذاعة عن مصادر في جيش الاحتلال قولها إن التخوف من أن يقود تنفيذ الضم الفلسطينيين إلى منافسة بين السلطة الفلسطينية وحماس حول من يحارب إسرائيل أكثر، وأن التقديرات هي أن فرض السيادة سيقود إلى استئناف إطلاق القذائف الصاروخية من غزة، بعد فترة من الهدوء النسبي. كذلك اعتبر مستشار الأمن القومي السابق لنتنياهو، الجنرال يعقوب عميدرور، حول مخطط الضم أنه يوجد خطأ بالتوجه، والسؤال حول الضم أو عدمه ليس مسألة مهنية وإنما سياسية. ولم يكن مفاجئاً أن بيغن لم يستشر أي شخص مهني قبل الاتفاق مع مصر، ورابين لم يستشر الجهات المهنية قبل أوسلو. والمقصود بالجهات المهنية هو قادة الجيش والمخابرات. وأضاف أنه من الناحية المهنية لا يوجد أي سبب للضم، فلدينا حرية عمل كاملة في الضفة الغربية. وفي السياق تظاهر الآلاف، الليلة الماضية، في تل أبيب، ضد الاحتلال الإسرائيلي ومخطط الحكومة الإسرائيلية ضم مناطق من الضفة الغربيةالمحتلة. وفي مداخلة سجلت مسبقاً عرضت عبر الفيديو للمشاركين في المظاهرة، الذين وصل عددهم إلى 6000 متظاهر، بحسب الموقع الإلكتروني لصحيفة هآرتس، قال السيناتور الأميركي الديمقراطي، بيرني ساندرز: «المخطط للضم غير القانوني لمناطق في الضفة الغربية يجب أن يتوقف فورًا، والاحتلال يجب أن ينتهي». وأضاف: «أعلم أنه في اليوم الذي نحتفل فيه بإقامة دولة فلسطينية إلى جانب إسرائيل، سيكون ذلك بفضل أمثالكم. المستقبل الوحيد هو مستقبل مشترك». وتابع هناك الملايين من الناس في الولاياتالمتحدة وحول العالم يؤيدون هذه القيم الإنسانية الأساسية. من مسؤوليتنا أن نقف ضد القادة المستبدين وأن نبني مستقبل سلام لكل فلسطيني وكل إسرائيلي. بدوره، قال رئيس القائمة المشتركة، النائب أيمن عودة، في كلمة مسجلة من داخل العزل الصحي الاحترازي الذي يخضع له للتأكد من عدم إصابته بفيروس كورونا: «نحن على مفترق طرق. إحدى الطرق تقود إلى مجتمع مشترك مع ديمقراطية حقيقية ومساواة مدنية وقومية للمواطنين العرب. الطريقة الثانية ستقودنا إلى الكراهية والعنف والضم والفصل العنصري. يمكننا أن نوقف الضم، ولكن سيتعين علينا جميعًا محاربته معًا. لن تكون هناك عدالة اجتماعية إذا لم ننهِ الاحتلال لأنه لا توجد ديمقراطية لليهود وحدهم». وفي كلمة له خلال الاعتصام في ساحة رابين، قال رئيس حزب ميرتس، نيتسان هوروفيتس: «الضم جريمة حرب. جريمة ضد الإنسانية والسلام، جريمة ضد الديمقراطية، جريمة ستكلفنا الدماء». وأضاف مهاجما كاحول لافان وحزب العمل، إن الأشخاص الذين كان من المفترض أن يكونوا بديلاً - الأشخاص الذين حصلوا على أصواتنا - رفعوا أيديهم وزحفوا إلى الجانب الآخر.