اعتاد الجلوس كل مساء في شرفة شقته الصغيرة يعزف على عوده أغنيات الزمن الجميل. عصفوره الوحيد في القفص المعلق يرقص طرباً كأنما هما على موعد منتظر. تنتهي الحفلة، ثم يخلدان إلى النوم. المساء التالي. يجلس - كعادته - عيناه على عصفوره يرفرف منتشياً كلما داعبت الأصابع الأوتار، ركز نظره عليه.. ترى هل يحتاج إلى حبيبة؟ شعر أنه ظلمه كثيراً. قرر أن يكون يوم الغد مختلفاً. الحبيبان في القفص، ولحن أغنية (الربيع) يتهادى، مضى الليل في هدوء. ينبلج نور الفجر عن أغنية منكسرة، وقفص بارد بداخله عصفور ميت، وأنثى تصوّب بصرها إلى الخارج.