عادت الحياة تقريباً لطبيعتها ابتداء من مطلع هذا الأسبوع، حالات الإصابات الجديدة آخذة في التراجع والاستقرار، وبالتالي كان لابد من تخفيف الحظر وعودة تروس الحياة الطبيعية للعمل، التعويل الآن هو على وعي الناس، فما مروا به خلال الشهرين الماضيين كفيل بتثقيفهم حول التعامل مع طبيعة الحياة الجديدة وتفادي الإصابة بالمرض، ولذلك أصبح من المحتم أن يعرف الأفراد أن مسؤولية حماية أنفسهم ومن يحبون باتت بين أيديهم. الحكومة تعاملت بحزم شديد مع الجائحة وقدمت الكثير من التضحيات في سبيل تخفيف آثارها على المجتمع صحياً واقتصادياً، لكن ظروف المرحلة تحتم أن نتشارك المسؤولية وأن نأخذ توجيهات الجهات الصحية بأقصى قدر من الجدية. إلا أن التعويل الكامل على وعي الناس لا يكفي، فبعض المستهترين والمتهاونين بحاجة لقوانين تردعهم عن تكسير النجاحات السابقة وإعادتنا لمرحلة الصفر، وكلنا شاهد بعض تلك النماذج خصوصاً في المحلات التجارية والأسواق المفتوحة، كما أن وجود بعض العمالة محدودة التعليم يحتم طريقة تعامل مختلفة معهم؛ عبر تكريس الوعي وتوفير وسائل السلامة لهم، وأيضاً عبر فرض عقوبات صارمة على المخالفين منهم. خاصرتنا الضعيفة التي خذلتنا في الجولة الأولى من المعركة كانت شريحة العمال، جزء من الخلل تمثل في مخالفة بعض الجهات التي ينتمون إليها لاشتراطات السلامة، والجزء الآخر كان في سلوك بعض العمال المتهاونين بخطورة المرض ودورهم في انتشاره. الكثير من المقاطع المتداولة رصدت جزءًا من هذا التهاون، حيث يتسوق عدد كبير جداً من العمالة في شوارع ضيقة ودون أدنى قدر من الاحتياطات اللازمة. احتمالية أن تضرب العالم موجة ثانية من الوباء لاتزال عالية جداً، وهو ما يرجحه كثير من العلماء وهو أيضاً ما يقوله تاريخ الأوبئة، حيث تراجع وباء الإنفلونزا الاسبانية الذي ضرب العالم في بدايات القرن الماضي لعدة أشهر، ثم عاد ليهاجم بشكل أكثر شراسة. وربما لا يتشابه السيناريو ذاته مع جائحة كورونا بسبب تطور التكنولوجيا وأساليب الفحص وسرعة التبليغ والمحاصرة، لكن يظل التحدي كبيراً والخطر حاضراً بقوة، وبالتالي فإن الاستعداد له والخطوات الاستباقية وملاحقة المتهاونين، هي ما سيحدد نسبة انتصاراتنا في الحرب عليه.