لو أجريت فحصاً طبياً وبعض التحاليل قبل وبعد رمضان لوجدت نتائج مذهلة إذا كنت محافظاً على صحتك ومنظماَ لتغذيتك في رمضان، ها هي الكبد قد أتمت عملية التنظيف السنوية فجمعت كل السموم وتخلصت منها، وهاهي الخلايا تستعد للاحتفال بعيدها بعد تخلصها من مركبات كيميائية كانت تزعجها طوال العام والدم أيضاً صار أكثر صفاء ونقاء، بل كل أعضاء الجسم نظفت نفسها واستعادت حيويتها وأحسبها تشكرك لأنك أتحت لها فرصة عمل الصيانة السنوية، انظر للكوليسترول والدهون الثلاثية كيف كانت قبل رمضان وماهي عليه الآن، انظر لنتائج التحليل لليوريا ولوظائف الكلى والكبد والقلب كيف تحسنت كثيراً. هذا الجهد العظيم الذي قامت به أعضاء وخلايا جسمك لا يجب أن نفسدها مرة أخرى بكثر الأكل ولخبطة النوم وعدم انتظام نمط الحياة، دعونا نحافظ على تلك المنجزات ونعززها بقدر استطاعتنا للمحافظة على صحتنا ولياقتنا بل نزيدها بقدر استطاعتنا. إن ما ذركته لك ليس ضرباً من الخيال والأحلام بل هو ما أكددته الكثير من الدراسات التي أجريت على مجمعات كبيرة من النساء قفي شرق الأرض وغربها فبعضها قارنت بين مستوى الدهون والكوليسترول، والسكر قبل رمضان وبعده، وكلها توصلت لنتائج تثبت وجود فروقات معنوية وتحسن في مستويات تلك المواد في الدم، كما أثبتت دراسات أخرى تحسن مكونات الدم مع مزاولة بعض اللياقات البدنية بشكل أفضل مما انتجته تلك اللياقات بدون الصوم. قام باحثون من تونس بإجراء تتبع لبعض الحالات قبل وبعد رمضان فوجدوا أن هناك تحسناً ملحوظاً في وظائف الكلى والقلب وانخفاضاً واضحاً في عوامل الخطر على القلب والشرايين، ولكن النتيجة العجيبة أن هؤلاء العلماء وجدوا تحسناً في مستويات الدهون في الدم ومستويات السكر حتى بعد رمضان، بمعنى أن التحسن يستمر لما بعد شهر الصوم إذا حافظ الشخص على نمط حياة سليمة.