نظمت الإدارة الإقليمية لمنطقة الشرق الأوسط بمنظمة السياحة العالمية، التابعة للأمم المتحدة، ندوة عن بعد، حول تأثير كوفيد 19 على السياحة بعنوان، "محاولة استيعاب الكثير أو القليل من البيانات في فترة الجائحة" وأدارتها المدير الإقليمي لمنطقة الشرق الأوسط في المنظمة الأستاذة، بسمة الميمان. وعقدت هذه الندوة في ظل انتشار COVID-19 في جميع أنحاء العالم، حيث توقف العالم عن الحركة، وكان قطاع السفر والسياحة من بين القطاعات الأكثر تضررًا مع وجود الخطوط الجوية على الأرض، وإغلاق الفنادق، وإلغاء الأحداث الكبرى، وفي ظل القيود المفروضة على السفر المطبقة في معظم البلدان حول العالم. وأوضحت الميمان، أن السياحة، تحت قيادة منظمة السياحة العالمية، ستسعى لمساعدة الناس والمجتمعات على التعافي من هذه الانتكاسة، مما يضمن عدم تخلف أحد عن الركب، وأنه لا يمكننا تحقيق ذلك إلا إذا عملنا الآن، معًا، بالتعاون في روح التضامن حول الأهداف المشتركة، وقد أصبحت البيانات الحديثة والموثوقة أكثر أهمية من أي وقت مضى، سواء بالنسبة للسياح أو لقطاع السياحة. وأضافت، نحن نعلم أن التأثير كبير منذ مارس (عندما بدأ في نشر COVID-19 لكننا لا نعرف بالضبط كيف سيؤثر على العالم بأكمله، حيث ما يزال هناك عدم يقين بشأن الوقت الذي سيكون ضروريًا للتحكم في توسعه، حيث تخضع التنبؤات لدرجة من عدم اليقين أعلى بكثير من المعتاد وينبغي تنقيحها لتوضيح نطاق الأزمة، ويمكن لهذه الأرقام أن تساعد في فهم لماذا كان التوسع السريع لفيروس كوفيد 19 بمثابة صدمة سلبية غير مسبوقة بالنسبة للاقتصاد العالمي، فقد أدى إغلاق الأجواء وحظر التجول الصارم الضروري لاحتواء الوباء إلى دفع الاقتصاد إلى فترة سبات يجب أن يتوقف فيها الكثير من النشاط الاقتصادي والتجاري، وأثرت القيود المفروضة على التنقل الوطني والدولي بشكل مباشر على خدمات النقل والسياحة، وتسبب تقييد حركة الناس (السياح) في انخفاض حاد في السفر، وبالطبع انخفضت الإيرادات مع زيادة ضعف الطلب على السفر والسياحة. ونوهت إلى أن منظمة السياحة العالمية، ومنذ بداية الأزمة، أصدرت مجموعة من التوصيات للتعافي منها توصيات للبيانات المتعلقة بالسياحة، ومنها، التأكد من أن المعلومات حول قيود السفر ورفعها يمكن الوصول إليها ومتسقة وموثوقة ومشاركتها مع القطاع والمستهلكين من خلال جميع قنوات الاتصال المتاحة، ومع أهمية وضع سيناريوهات الأزمات مبنية على بيانات موثوق، وعبر إنشاء مراصد سياحة مستدامة وطنية ومحلية لقياس جميع أبعاد السياحة بالشراكة مع أصحاب المصلحة المعنيين ومشاركة هذه المعلومات مع القطاع. وكذلك تعديل أزمة تصميم المنتجات واستراتيجيات التسويق التي تسمح بمراقبة قريبة وقصيرة المدى لتطوير السياحة وتأثيرها؛ وستعزز البيانات الموثوقة السياحة في جميع أشكال الحوكمة وستسمح لمنظمات إدارة الوجهات السياحية بتطوير تنمية فعالة ومستدامة للسياحة على المستوى المحلي. وفي ختام الندوة دعت المدير الإقليمي لمنطقة الشرق الأوسط، شركات الطيران والفنادق إلى الاستعداد للاستجابة بسرعة للتغييرات خارج عمليات التشغيل والأعمال العادية، واستغلال فترة التوقف عن العمل لإعادة تقييم العمل وتدريب الموظفين ومحاولة تطوير منتجات جديدة لتصبح أكثر مرونة، والبحث عن فرص جديدة، كما أكدت على أهمية تقديم خيارات مختلفة لإلغاء حجوزات الطيران والفنادق من أجل الاحتفاظ بالعميل (المسافرون عبر الجو ونزلاء الفنادق) على المدى الطويل، وذكرت الجميع بأن صناعة السياحة لم تنهض دوليًا بين عشية وضحاها. وبالتالي فإن انتعاشها لن يحدث بين عشية وضحاها، ويجب أن نستعد للانتعاش من الناحية المالية والتشغيلية والتسويقية، وأنه قد تكون هناك حاجة إلى هيكل إداري منفصل للسماح باتخاذ القرارات بسرعة وإبلاغها وتنفيذها. وقد حضر الندوة أكثر من 400 مختص من وزارات وهيئات السياحة، الهيئات الوطنية للإحصاء، والجامعات، الإعلام والصحافة، والأمانة العامة لمجلس التعاون لدول الخليج العربية ومركز الإحصاء الخليجي، وبرنامج الأممالمتحدة الإنمائي في مصر، وعدد من ممثلي القطاع العام والخاص في العالم العربي وممثلي المنظمات المعنية بمنطقة الشرق الأوسط المتواجدة في أوروبا والدول الأميركية.