لم يبق إلا الثلث من رمضان، فهل فعلاً نلاحظ تغييراً ما في حياتنا وأنفسنا؟ يقول الله تعالى: يا أيها الذين آمنوا كُتب عليكم الصيام كما كُتب على الذين من قبلكم والمقصد: لعلكم تتقون.. إذاً فخُلاصة شهر رمضان هي تحقيق التقوى.. سأتحدث اليوم عن خمسة أمور رئيسة، قد نستطيع معها أن نحقق معنى التقوى والتغيير في رمضان. أولاً: تغيير العادات: تقول الدراسات بأن أي شخص يطمح لتغيير عادة سيئة؛ فإنه يحتاج على الأقل إلى 21 يوماً لتغييرها، إذاً فرمضان فرصة غير عادية للتغيير! ولكن هناك شرطين لتغيير العادات: الأول: تغيير العادة السيئة. والثاني: استبدال العادة السيئة بعادة حسنة والاستمرار عليها 21 يوماً على الأقل. ثانياً: النية الحسنة: أعزم أن تَنْوِي الخير في رمضان، حتى لو لم تفعل هذا الفعل الذي نويته فإن الله عز وجل سيكافئك ويجازيك على مجرد النية الحسنة. ثالثاً: التخطيط الجيد: أنا لا أستطيع أن أفهم كيف لإنسان يريد أن يتغير أو يحقق أهدافاً كبيرة وفي الوقت نفسه يمشي سبهللاً!، إنّه لابد من خطة ومنهج يسير عليه، وهذا يكون في الحياة بشكل عام وفي رمضان بشكل خاص، فعليه أن يرتب خطةً تحوي العبادات بتنوعاتها، وخطة للعلاقات أيضاً وهكذا، مثلاً: إن كان هناك مشكلة أو خلاف مع أشخاص، فاذهب واعتذر، وإن كان هناك تقصير مع العائلة فلا بد من وضع خطة لتعويض القصور هذا القصور. وكي لا أطيل الحديث في مجال التخطيط، بإمكانك أخي القارئ العودة لليوتيوب وستجد مقطعاً لي بعنوان "وصفة التخطيط"، آمل أن يساعدك عملياً على وضع خطط لرمضان بشكل خاص وللحياة بشكل عام. رابعاً: الإنجاز: إنّ الخطط لا تحيا حتى يتم تطبيقها على أرض الواقع، فلابد من تطبيق ما كتب في الخطة وإنجازه؛ وإلا فستكون الخطط حبراً على ورق. ولتكن خططاً واقعيةً بإمكاننا تطبيقها وتنفيذها في حياتنا الخاصة. مثلاً: كم كتاباً إيمانياً سأنجزه فيما بقي من رمضان، وكم آية تدبريه سأقرؤها لأستوعبها وأعرف معانيها، ولا ننس عدد الختمات. إذاً لابد أن نمنهج خطتنا كي نحقق معنى التقوى وننجز ما نخطط له بالتحديد. خامساً: العلاقات: ما مدى القصور في كل علاقة من علاقاتنا؟ ونبدأ أولاً بعلاقتنا مع الله سبحانه وتعالى: وننظر هل هناك تقصير؟، ونضع أهدافاً محددة لعلاقتنا مع خالقنا سبحانه وتعالى. ثانياً علاقتنا مع أنفسنا: وننظر هل هناك تقصير في جوانب حياتية معينة؟ ونضع خطة لتطوير ذلك الجانب. ثالثا: مع الأهل، والزوج، والوالدين، والإخوة والأخوات: ونبحث عن التقصير ونحاول تعويضه وتطوير علاقاتنا في هذا الجانب رابعاً وأخيراً العلاقة بالمجتمع: وليسأل كلٌّ منا نفسه ماذا غيرت في مجتمعك في رمضان؟ ختاماً، لنتذكر قول الله سبحانه تعالى: إن الله لا يُغير ما بقومٍ حتى يُغيّروا ما بأنفسهم. وتقبل الله صيامكم وقيامكم وصالح أعمالكم.