من المناظر المؤذية للعين والجسم عموماً تلك المخلفات الملقاة على الأرض والخاصة بالوقاية من كورونا، كالكمامة والقفازات "الجوانتي" ويبدو أن مرتديها "الأنانيين" لا يدركون أنهم بذلك يضرون غيرهم من أبناء جنسهم ومن الحيونات التي ظهرت حالات في العالم بإصابتها بالفيروس العالمي. فمنظمة الصحة العالمية ووزارة الصحة لدينا تحذران كثيراً من إلقاء الكمامات ووسائل الوقاية الأخرى على الأرض وفي الشوارع، لأنها قد تؤدي إلى زيادة انتشار الفيروسات، ولو افترضنا مثلاً أن الشخص الذي ألقى الكمامة على الأرض مصاب بكورونا فإنه بذلك قد ساهم بنشر الفيروسات والأوبئة. كما أن تلك المخلفات تحوي بعض المواد التي لا تتحلل. ولذا فهي مضرة بالبيئة، وعلى سبيل المثال تقول أبحاث ودراسات صادرة عن الاتحاد الدولي للمحافظة على الطبيعة أن نحو 8 ملايين طن من البلاستيك تقريباً تذهب إلى البحار سنوياً، بطريقة أو بأخرى، وقد أصبحت تشكل 80 % من المخلفات الموجودة في البحار، ونظراً لأن العديد من الأسماك تستهلك هذه القطع البلاستيكية الصغيرة، حيث تعتبرها طعاماً عن طريق الخطأ، فإن نحو 600 نوع من الأنواع البحرية مهددة بالموت والانقراض نتيجة التلوث. فضلاً عن أن هناك خطراً يتهدد نحو مليار شخص حول العالم يستهلكون الأطعمة البحرية كمصدر رئيس للبروتين، وفقاً لإحصائيات الإدارة الوطنية للبيئة والبحار بالولايات المتحدة. إذن.. ليس الموضوع مجرد كمامة أو جوانتي يلقى على الأرض، وإنما نحن بذلك نشارك في زيادة انتشار الميكروبات والفيروسات والجراثيم بين الإنسان والحيوان الذي يعتقد أنها طعام فيشمها. وبذلك يضيف غير الآبهين َإلى الدنيا أعباءً أخرى أشد ضرراً من كورونا، ونمنح البعض الفرصة لوصفنا بألقاب تنم عن عدم التحضر، أو عدم النظافة. نحن نرى كل يوم أن الدولة حفظها الله لا تدخر جهداً في مواجهة الأمراض والأوبئة، لكن المواطن هو رجل الأمن الأول، وأي خطأ منه معناه تدمير جهود الجهات المعنية، وفي مقدمتها وزارة الصحة، وبتصرفاتنا هذه نزيد من عمر كورونا ونجعله يستطيب الحياة بيننا، ويلازمنا، فأين سيجد بيئة ملوثة كهذه ينمو ويعيش فيها إن راح وتركها؟! ما الحل يا قوم !؟