تطل سقيفة بني ساعدة التي شهدت أول بيعة في الإسلام على السور الغربي للمسجد النبوي الشريف، ويروي المكان المبارك أول اجتماع لخلافة النبي صلى الله عليه وسلم بعد وفاته، عندما اجتمع الأنصار عند زعيمهم سعد بن عبادة رضي الله عنه يبحثون فيمن سيكون الأمر، فعلم بذلك أبو بكر الصديق وعمر بن الخطاب رضي الله عنهما فأسرعا مخافة الانشقاق بين صفوف المسلمين، ودار الحوار السياسي الشرعي، وأدلى كل برأيه، فقال سعد: منا أمير ومنكم أمير، فقال الصديق: نحن الأمراء، وأنتم الوزراء، وأورد ما سمعه عن النبي صلى الله عليه وسلم في أن الخلافة في قريش، ولرسوخ الإيمان، ونضج العقول لم تمض سويعات حتى اتفقت كلمة الصحابة رضي الله عنهم على خلافة أبي بكر لفضله وعلو مكانته، والإجماع عليه، فأسلموا له الأمر، وبايعه الفاروق رضي الله عنه ثم المهاجرون والأنصار. وكانت السقيفة فيما مضى داخل مزرعة تتخللها البيوت، وكان بقربها بئر لبني ساعدة، وتحولت فيما بعد إلى مبنى تغيرت أشكاله عبر العصور، وهي اليوم بستان مسور يحيط بالمكان للحفاظ عليه والدلالة على موقعه. بستان السقيفة