«مزرعة» وبجانبها «بئر»، تتخللها منازل متفرقة تحت مسمى «سقيفة» منسوبة إلى إحدى القبائل بملامح قديمة، إلا أن تلك الملامح تغيرت وتحولت في العصر الحالي إلى «حديقة» بجوار المسجد النبوي وتطل مباشرة على السور الغربي له. «حديقة سقيفة بني ساعدة» التي تقع في الجهة الشمالية الغربية من المسجد النبوي بين مساكن قبيلة «بني ساعدة» الخزرجية، تحمل في طياتها ذكريات أضخم الأحداث التاريخية الإسلامية، ومن أبرزها كما أوضح أستاذ الحضارة في جامعة الملك عبدالعزيز الدكتور عدنان عدس «خلافة أبي بكر الصديق» رضي الله عنه، إذ حدث بعد وفاة النبي عليه الصلاة والسلام خلاف بين المهاجرين والأنصار حول الخلافة، وتشاور الأنصار فيما بينهم لتحديد أحدهم خليفة، وأبلغ أحد الأشخاص عمر بن الخطاب عن اجتماع الأنصار، فألقى رضي الله عنه خطبته الشهيرة لتهدئة النفوس بعدما كان هناك اختلاف على الخلافة بين المهاجرين والأنصار، حتى بان حق المهاجرين بالخلافة أخيراً، إذ بايعوا أبا بكر الصديق رضي الله عنه جميعهم عدا اثنين من الأنصار، ورحلا من المدينةالمنورة بعد هذه الحادثة. وتعجب الدكتور عدس خلال حديثه إلى «الحياة» من تهميش «سقيفة بني ساعدة» وجهل الكثيرين من أهل المدينةالمنورة أو من الحجاج والمعتمرين عن أحداثها التاريخية، إذ اعتبره حدثاً مهماً وتاريخياً في تاريخ الإسلام، ويجب على المسلمين الإلمام به، خصوصا أنه موقع لمّ شمل المسلمين.