التطبيقات مكنت من البث المباشر خلال الطبخ وتبادل صور الأطباق الرمضانية فرض فيروس كورونا المستجد وما تبعه من ضرورة اتباع التباعد الاجتماعي حفاظاً على صحة وحياة الجميع، فرض جانباً من أجواء الرتابة وشيئاً من الملل على الأسرة السعودية في شهر رمضان المبارك وهو الشهر الذي اعتادت الأسر أو حتى سكان الحي أو القرية أن يعيشوا معه التواصل بينهم كأفراد وجماعات، فلم يعد بوسع الأسر تناول الإفطار ولا السحور سوياً، كما لم يعد بإمكانها تبادل الأطباق الرمضانية، ولم يعد بمقدورها قضاء وقت من السمر أو السهر، فسلب هذا الفيروس من ليالي رمضان أنسها وبهجتها وروحها الذي كانت تبعث في نفوس الجميع السعادة فكانت تتوثب لاستقبال ليالي هذا الشهر من وقت مبكر، إلا أن أجهزة الاتصال والآيباد حملت معها حلاً بديلاً عبر التطبيقات الإلكترونية التي وقرت لهم التواصل فيما بينهم، ورغم فقدانها للحميمية إلا أنها كانت الخيار الوحيد لربط الأسر وعيش جانب من أجواء رمضانية الروحانية والاجتماعية. أتواصل مع بناتي وأحفادي تقول السيدة شيخة المحيسن أن رمضان هذا العام وفي ظل جائحة كورونا وما صاحبها من إجراءات استوجبت البقاء في المنازل فإن التواصل مع بناتها وأحفادها أصبح غير ممكن مما دعاها لإنشاء قروب على شبكة السناب شات يمكنها من خلالها التواصل والحديث مع بناتها وجميع حفيداتها. وتضيف شيخة: شعرت حقيقة بحالة من الراحة والاستمتاع وأنا أتحدث مع بناتي وأطمأن عليهم عبر قروب سناب أطلقته خصيصاً للتواصل معهم رغم قرب سكني منهم إلا أن التزامنا بالحظر المؤقت يفرض علينا عدم الخروج، كما ونتبادل رؤية الأطباق الرمضانية، ولا شك في أن التطبيقات ووسائل التواصل الاجتماعية خففت كثيراً من حالة الضجر أو الملل الذي يمكن أن يشعر به أياً منا وهو جالس في بيته، ولم تخفي شيخه إشادتها بكل الإجراءات الصحية والأمنية الصارمة التي اتخذتها الدولة حفظها الله لحماية أرواح المواطنين والمقيمين حتى زوال هذا الوباء بإذن الله. ولفتت شيخة النظر إلى أن السيدات أكثر استخداما للتطبيقات من الرجال، حيث تحرص النساء على التواصل مع بعضها البعض أكثر من الرجال. أسلوب حياتي جديد ورأت نسرين إبراهيم الحصار بأن وسائل التواصل والتطبيقات الحديثة ورغم صعوبة هذه الفترة إلا أنها خلقت أجواء توعوية صحية إيجابية، مضيفة بأن مملكتنا الحبيبة ممثلة في وزارة الصحة غرست وأسست سلوك صحي في حياتنا اليومية استوجب على الجميع الالتزام به. وتابعت: اعتقد أنه مهما كان في تطور التكنولوجيا والتقنية في تطبيقات وبرامج التواصل الاجتماعي، إلا أنه لا يغني بأي حال من الأحوال من التقارب والحميمية بين الأهل والأصدقاء، فعلى الرغم من مساهمتها الكبيرة إلا أنها تبقى قاصرة في خلق التقارب والتواصل الحقيقي بين أفراد المجتمع وربما هذا أسلوب حياتي جديد قد نرتضيه في كثير من المتطلبات وحاجاتنا اليومية، فنستطيع أن نقول مجازاً بأنها خففت من حدة هذه الأزمة وتداعياتها فأصبحت بديلاً مناسبا للموقف، فمن خلال التواصل المرئي واللفظي وتبادل الصور ومقاطع الفيديو من حين إلى آخر برامج نافعة مسلية جاذبة للكثير، إلا أن بعضاً من الآباء والأمهات ومن لا يعرف طريقة التعامل مع هذه التطبيقات من كبار السن أو يعانون من صعوبة في الحصول على الانترنت طوال الوقت أين هم من هذه التطبيقات حيث تعودوا على نمط حياتي ثابت فبعضهم لم يتأثر بالظروف الحالية، وكيف لهم أن يبقوا قريبين بالشكل المطلوب ؟! اجتماعات إلكترونية غادة صالح تقول بأنها حرصت ومنذ اليوم الأول لتأثيرات جائحة كورونا في الاستفادة من التطبيقات ووسائل التواصل الاجتماعي للتواصل مع والديها وصديقاتها، إلا أنه ومع إطلالة الشهر الفضيل فقد ألقى شهر رمضان المبارك بضلاله فهو لا يحلو إلا بالجو العائلي، فالحظر ورغم أهميته للجميع إلا أنه افقدنا تلك الأجواء العائلية الجميلة. واستطردت: لاشك أن وسائل التواصل الاجتماعي عبر التطبيقات الحديثة نجحت في خلق تجمعات ولقاءات الكترونية عبر شاشات صغيرة بديله لتلك التجمعات التي كانت تحدث في المنازل، معتبرة بأن التطبيقات لم يقتصر دورها على الارتباط بالعائلة وحسب بل مع الصديقات والزميلات مما وسع دائرة التواصل فقربت تلك التطبيقات المسافات، واعتبرت غادة بأن وسائل التواصل ومعها البرامج التي تنقل بالصوت والصورة جعلتها وكأنها تعيش في منزل واحد مع كل من تعرف لتطمئن عليهم والاطمئنان على من نحب، ونجحت تلك البرامج في التخفيف من وطأة الحظر فهي على تواصل مع جدتها ووالديها وقريباتها بصورة يومية، كم أن البعض يبث مباشر من المطبخ لطبخ الأطباق الرمضانية وتبادل صورها. حتى كبار السن تشير صفاء علي إلى أن من الأمور اللطيفة التي حصلت مع الحظر خلال رمضان بأن حتى كبار السن بدؤوا يشاركون أبناءهم الشباب في الاستفادة من التطبيقات في التواصل مع أبنائهم، فباتوا حريصين على رؤية أبنائهم والحديث معهم بالصوت والصورة، فاستشعروا أهمية التطبيقات وأصبح أفراد الأسرة كباراً وصغاراً يجتمعون حول أجهزة الاتصال في ساعة واحدة، وتضيف بأن الجميع يدرك تماماً بأن لا بديل عن وسائل التواصل في ظل عدم إمكانية التنقل، فهي ساعدت الجميع على تخطي جزء كبير من المرحلة والبعد عن الأهل. بالتطبيقات استمر رتم الحياة خالد الفرحان "مهتم بالتطبيقات التقنية الحديثة" قال بأنه ورغم قسوة ما أحدثه كورونا من تغير في حياة المجتمعات إلا ومن خلال وجود التقنيات الحديثة فلم تتوقف الحياة ، حيث استمر التعليم بل وفتح على مصراعيه وبالمجان، حيث استمر للشرح لأبنائه الطلاب حتى نهاية العام الدراسي، وأشار إلى أن التطبيقات مكّنت الجميع من التعرف على ما يدور خلف أسوار المنازل والاطمئنان على الأهل والأقارب، فعالجت هذه الشبكة وبرامجها أمور التعليم والتثقيف وابتعاد أفرد الأسرة بنسبة 30-40 % ولكنها وبابتعادنا عن المقربين لا تغني شيئاً أمام قبلة حانية تطبع على جبين الوالدين، واستشعار ابتسامة رضا منهم وفي هذا الشهر الفضيل نشعر بنقص كبير المتمثل في اجتماع الأهل على مائدة إفطار وبالابتعاد عن بيوت الله، وهذا كله لم تستطع هذه الشبكة تعويضه في نفوسنا. باتت سبباً في التواصل حسين الحاجي اعتبر بأن الحلول التقنية قادمة بقوة لا محالة وربما هذه الأزمة خلقت تسارعا في التحول الإلكتروني أو الرقمي، فمنصات التواصل الاجتماعي تحولت من سبب في التباعد الاجتماعي إلى وسيلة للتواصل وسهلت أمور الحياة وقللت من حدة الحظر بل أنقذت أرواح من الفتك، فاليوم وبشكل يومي نستطيع الاطمئنان على الأقارب والإخوان. وتابع حسين: لم أتخيل يوماً بأن جدتي التي تبلغ من العمر 80 عاماً تربطنا في مكالمة جماعية وتطمئن علينا بل تحثنا على الصبر وأنها بألف خير لأنها تستطيع الاطمئنان علينا بالصوت والصورة وتطلب منا تصوير أطباق الفطور وتسأل عن صغيرنا وكبيرنا. ويؤكد محمد العويفير بأن الاتصال المرئي قلل الفجوة بين العائلة وهي حل جزئي ومؤقت، فهي رغم أهميتها إلا أنها تفتقد للتقارب الروحي بين العائلة الواحدة، ففي هذه المرحلة تعد حلاً مهماً للغاية، واعتبر محمد بأن هذه الأزمة عرفت كبار السن بكيفية التعامل مع التطبيقات لأنها الحل الذي يمكنهم من رؤية فلذات أكبادهم والاطمئنان عليهم. الأجهزة الحديثة ربطت الأبناء ببعضهم في زمن الحظر تزايد استخدام الإنترنت بين كبار السن