لشهر رمضان المبارك الكثير من المزايا والمظاهر الجميلة التي تعطي هذا الشهر الفضيل ميزة عن بقية شهور السنة، فضلا عن المزايا الدينية والأجواء الروحانية والإيمانية التي لها طابع خاص في هذا الشهر الكريم. ففي رمضان تكثر المناسبات والزيارات المتبادلة بين الأسر والأقارب، وتكون لياليه ليالي مفعمة بالأنس والبهجة والسرور والفرح الذي يملأ أركان المنازل، حيث تمتد جسور التواصل وتتحرك كثير من العلاقات الأسرية التي ربما طغى عليها شيء من الركود، بسبب الارتباطات الوظيفية سواء للآباء أو الأمهات، وكذلك الانشغال بمدارس الأبناء طيلة الأشهر الماضية. ويكون لكبار السن في مثل هذه الزيارات مكانة خاصة وأهمية كبيرة لدى الأقارب، حيث يقبل الجميع على الالتفاف والجلوس حولهم، والاستماع منهم الى كثير من الأحاديث والذكريات الجميلة التي يروونها عن الماضي، وكيف كانوا يصومون الشهر الكريم ويقضون أيامه ولياليه في أجواء مختلفة كثيرا عن ما نعيشه اليوم من توافر وسائل التبريد والتقنيات الحديثة، على خلاف الحياة قديما وحرارة الأجواء التي كانت قاسية على هؤلاء الأجداد إلى حد كبير، ومع ذلك كانت الحياة بالنسبة لهم في ذلك الزمن جميلة ولا يمكن أن تتلاشى مواقفها وذكرياتها عن الذاكرة، ويكون الأقارب على هذه الحال من الاستماع لهذه الأحاديث الممتعة، إلى جانب أيضا تبادل الأحاديث عن مواضيع الساعة وما يتم تناقله في وسائل التواصل الاجتماعي من أحداث وأخبار، وما يتعلق كذلك بشأن أمور حياتهم وأبنائهم من مواضيع مختلفة، ويمتد لقاء الأقارب مع بعضهم طيلة ساعات الليل حتى يتناول الجميع الوجبة المعدة للسحور، ثم يعودون إلى منازلهم بعد أن قضوا ليلة جميلة جمعتهم مع أقاربهم، فيما تكون مثل هذه الزيارات مرتبة ومتبادلة فيما بينهم طيلة ليالي الشهر الكريم. وتجد الكثير من الأسر الإجازة الصيفية المتوافقة مع شهر رمضان فرصة لتعويد أطفالها على الصيام، وتحفيزهم وتشجيعهم على التدرج بالصوم لساعات محددة من اليوم، يعقبها صيام اليوم كله مع الأسرة وسط عبارات من التشجيع والاحتفاء به على مائدة الإفطار، بتقديم هدية له أو تحقيق أحد مطالبه التي يكون قد اشترطها عند بداية صيام يومه. تبادل الأطباق من مظاهر الشهر الكريم ومن المظاهر الرمضانية في الشهر الكريم ما تقوم به بعض الأسر من تبادل للأطباق الرمضانية قبل الإفطار، حيث ينقل الأطفال هذه الأطباق إلى الجيران، وتستقبل هذه الأسرة في الوقت نفسه أطباقا أخرى من جيرانها الآخرين، في مشهد من التواصل والترابط الاجتماعي الذي يتكرر يوميا من شهر رمضان المبارك. في حين تحرص بعض الأسر على اصطحاب بعضها لأداء مناسك العمرة والمكوث في مكة لعدد من ليالي رمضان لأداء صلاة التراويح والتهجد، مستغلة الإجازة والأوقات الفاضلة في هذا الشهر الفضيل، بالتقرب إلى الله عز وجل بالأعمال الصالحة وصلة الرحم والإحسان إلى الفقراء والمحتاجين، والمشاركة في مشاريع إفطار الصائمين وعمارة المساجد وتوزيع المياه للمصلين. تعويد الأطفال على الصيام بالتدرج