يستعد دونالد ترمب لتحقيق ما ينتظره بفارغ الصبر للخروج من البيت الأبيض واستئناف حملته الانتخابية التي فاخر خلالها بانتعاش اقتصادي توقف فجأة بسبب وباء كوفيد-19. وتشير غالبية استطلاعات الرأي إلى أداء ضعيف للرئيس الجمهوري، قبل ستة أشهر من الانتخابات الرئاسية التي ستجرى في نوفمبر وينافسه فيها خصمه الديموقراطي جو بايدن الذي لا يغادر منزله في ديلاوير. واختار ترمب العودة في إطار يثير الدهشة، أمام نصب لينكولن في حديقة "ناشيونال مول" . ويعتبر ترمب نفسه "رئيسا لزمن الحرب" ويصف فيروس كورونا المستجد ب"العدو غير المرئي". والموقع مثقل بالرموز. فالمبنى الهائل المشيد بالرخام الأبيض يضم تمثالا ضخما لأبراهام لينكولن جالسا. وهذا الرئيس السادس عشر للولايات المتحدة الذي اغتيل في 15 أبريل 1865 من أكثر القادة شعبية في البلاد. وتكشف سلسلة تغريدات أطلقها السبت، أن ترمب سيعتمد لهجة تلائم معركته الانتخابية بدلا من الدعوة إلى الوحدة. وقال الرئيس الذي يواجه انتقادات بسبب مواقفه التي لا تنم عن تعاطف منذ بداية الأزمة الصحية غير المسبوقة إن "الديموقراطيين يسعون كالعادة إلى الشجار. لا يفعلون شيئا بنَّاء حتى في زمن الأزمة". وعشية هذا اللقاء الاستعراضي، واجه ترمب ضربة قاسية. فقد رفض أعضاء الكونغرس من الحزبين عرضه إجراء فحوص طبية سريعة وإعطائها الأولوية، لأعضاء مجلس الشيوخ الذين يفترض أن يعقدوا جلسة بكامل الأعضاء الاثنين. رئيس عظيم وحظر لينكولن في 1861 العبودية في رمز إلى إعادة مُثل الحرية لأميركا، بعدما راهن على أن الحرب وحدها يمكن أن تحمي الولاياتالمتحدة. وقد انتصر في رهانه. نادرا ما يذكر ترمب الرؤساء السابقين، لكن أبراهام لينكولن حالة استثنائية. وخلال حملته وبعد وصوله إلى السلطة، لم يكف عن الإشادة بصفاته الحميدة، في أغلب الأحيان لإبراز منجزاته. فبعدما أعاد تغريد رسالة من أحد أنصاره المتحمسين أكد أنه حقق "للسود أكثر مما حققه كل الرؤساء الأميركيين مجتمعين"، أضاف ترمب "هذا صحيح" مؤكدا في الوقت نفسه أن لينكولن "لم يكن سيئا" أيضا. وفي ربيع 2016، أكد "أتمتع بصفات رئاسية أكثر من أي رئيس آخر لهذا البلد باستثناء أبراهام لينكولن. لا أحد يستطيع التفوق على أبراهام لينكولن". وأضاف بعد عام "رئيس عظيم!"، مشيرا إلى أن "معظم الناس لا يعرفون أنه كان جمهوريا يجب أن نركز على هذه النقطة بشكل أكبر". وخلال أحد المهرجانات في حملته، قال ترمب إنه يحب "آبي الصادق" اللقب الذي يطلق على هذا الرئيس الذي يعد رمزا، ورد أحد المشاركين من الحشد "دونالد الصادق". ولم يفوت ترمب الفرصة، مكررا على الفور العبارة التي تشيد به "ترمب الصادق، شكرا". ويقع نصب لينكولن على بعد خطوات من البيت الأبيض. لكن في الأيام المقبلة سيكسر الرئيس الحجر الصحي الذي فرضه على نفسه ليقوم بزيارتين إلى ولايتي أريزونا وأوهايو الأساسيتين في الانتخابات. .