واصلت أسعار النفط ارتفاعاتها التدريجية، مع اقتراب بدء تطبيق اتفاق مجموعة «أوبك+» لخفض الإنتاج من الخام بنحو 9.7 ملايين برميل يومياً. ارتفعت العقود الآجلة لخام «برنت» القياسي تسليم يونيو بنحو 3.4 % إلى 22.06 دولاراً للبرميل، ظهر أمس، بينما ارتفعت عقود خام «نايمكس» الأميركي تسليم يونيو بنسبة 3.2 % إلى 17.03 دولاراً للبرميل. وسجل الخام الأميركي انخفاضاً قياسياً الأسبوع الجاري، وتداول دون الصفر للمرة الأولى على الإطلاق، بفعل انخفاض الطلب بسبب أزمة «كورونا». وعززت أسعار النفط المكاسب التي حققتها في الجلسات السابقة بعد أن قال منتجون مثل الكويت: إنهم سيتحركون لخفض الإنتاج، ووافقت الولاياتالمتحدة على حزمة أخرى لتجاوز الاضطراب الناجم عن تفشي فيروس كورونا. على الرغم من ذلك وإلا إذا حدثت قفزة كبيرة في وقت لاحق من الجلسة، تتجه الأسعار صوب تكبد خسائر للأسبوع الثامن في التسعة أسابيع الماضية، لتتوج واحداً من أكثر الأسابيع اضطراباً في تاريخ تجارة النفط. ويتجه برنت صوب خسارة أكثر من 20 بالمئة هذا الأسبوع فيما من المقرر أن ينخفض خام غرب تكساس الوسيط الأميركي بنحو ثمانية بالمئة تقريباً. وقال جيفري هالي كبير محللي السوق لدى أواندا: إن المكاسب في الأيام الأخيرة «لن تخفف بأي حال من الأحوال حجم المبيعات هذا الأسبوع أو اختلال العرض والطلب عالمياً والذي جلبنا إلى هذه النقطة». وأضاف: «حدوث المزيد من الارتفاعات القوية من هذه النقطة سينطوي على تحديات من دون مؤشرات واضحة على أن ذروة الفيروس باتت قريبة». من جهة أخرى، أظهر جدول تحميل أولي اطلعت عليه رويترز أمس أن شركات النفط الروسية ستخفض تحميلاتها للنفط الخام من موانئ بحر البلطيق ونوفوروسيسك على البحر الأسود في مايو أيار إلى 5.42 ملايين طن وهو أدنى مستوى في 20 عاماً. واتفقت روسيا، التي انضمت لاتفاق أوبك+ لكبح إمدادات النفط، على خفض إنتاجها إلى 8.5 ملايين برميل يومياً اعتباراً من أول مايو من مستوى أساس عند 11 مليون برميل يومياً. وتستعد شركات النفط الروسية لأكبر خفض للإنتاج على الإطلاق، وهو ما قد يؤدي إلى إغلاق دائم لبعض حقول النفط مما سينجم عنه تكاليف كبيرة. وتظهر حسابات لرويترز أنه على أساس يومي، ستخفض روسيا صادرات النفط من موانئ بحر البلطيق ونوفوروسيسك بنسبة 43 بالمئة مقارنة مع أبريل. وفي ظل أن التخفيضات هي الأكبر على الإطلاق التي تسعى إليها موسكو، تظهر بيانات رفينيتيف أيكون أن صادرات الأورال تتجه للانخفاض لأدنى مستوياتها منذ أوائل الفترة بين العامين 2000 و2009.