بعض القصائد تكون وليدة الظروف المحيطة، متأثر شاعرها بما جرى، واستشعاره لمسؤولية التعبير عن الموقف والحالة. وتختلف تلك الحالات والمناسبات والأحداث عن بعضها، فمنها ما يكون في محيط ضيق، فيقل عدد القصائد المعبرة عنها، وبعضها يكون انتشاره عاماً ويطال مساحة واسعة كما هي الأوبئة والأمراض ومآسي الناس، فيكون عدد الشعراء الذين تفاعلوا أكبر، كما أن لقوة وتأثير الحدث نفسه أثر كبير على عدد من يتفاعل من الشعراء ويعبر عنه. وهذه كلها أمور معروفة وتتوافق مع المنطق، فالشاعر لا يعبر عن كل حدث يحصل في العالم، ما لم يكن له صداه ووقعه في نفوس الناس أو مساسه بحياتهم ومصالحهم. ونحن اليوم في حالة استنفار عام وهم الجائحة التي عمت دول العالم، و تفاعل جل الشعراء مع تلك الظروف التي يعاني منها الكبير والصغير وكل الأسر في العالم، وتفاعلت مع الحدث كل مكونات البيئة الاجتماعية.. يقول الشاعر نايف أبا العون: ماجاء خواطرنا مثل ضيقة اليوم كن العباير بالحلوق محزومة الشعب كله بين ضايق ومهموم لكن ننفذ ما تقول الحكومة من طاعة الحاكم على كل محكوم يامر وشعبه مايخالف لزومه واللي من صفوف الجماعات محروم عن حزنه اللي جاه لأحدٍ يلومه لكن ترى الحرمان لا صارت القوم عن شوف رب العالمين محرومة ويقول الشاعر راجح المغيري: كلمتك ياخادم البيتين عبر الأثير أنشت سحاب الطمأنينة وطاح المطر تقول: حنا نعيش بوضع وأمرٍ عسير وتقول: بإيماننا بالله نصد الخطر وحنا نحبك يا أبونا من شعور وضمير حبٍ حقيقي على بال الزمن ماخطر ويقول الشاعر مالك بعيجان: الزم مكانك وانا بلزم مكاني تكفى طلبتك لا تجيني ولا اجيك علة كورونا تنتقل في ثواني وانته وش يدريك لو انها فيك ترى الوقاية خير والعمر فاني أخذ الوقاية جعل ربي يعافيك لاتختلط بالناس قاصي وداني فترة بسيطه عقبها الله يحييك عشانك وعشان ذاك وعشاني والعلم عند اللي يميتك ويحييك وهذه مجاراة لتلك الأبيات للشاعر صالح حميد الشاطري، يقول فيها: ابشر وهذا الشي واضح بياني واجب علينا منك ناخذ ونعطيك حي الحروف المفعمة بالمعاني اللي لها مغزى ومبدأ وتشييك النصح والتوجيه لاشك حاني من خوف لا تعدي خويك ويعديك كلمة ملكنا دندنت في الاذاني ننصاع لامره و نتكاتف ونكفيك وهذي مقادير الولي من زماني أقرب من الله وأرض ربك ويرضيك ويقول الشاعر سداح العتيبي: ماعاد باقي غير حظر التجول راح التمشي عنك منته بويّاه فايروس كورونا بانتشاره يهول استوطن العالم من ادناه لا قصاه لكن لعلّه عندنا ما يطوّل الله يعجل في زواله وفرقاه رقم الضحايا لا ارتفع ما يحوّل والذعر بين الناس ذا طول يمناه كانه عمل مقصود من عام الاوّل بكره يجي فايروس مثله وشرواه ويقول الشاعر سداح العتيبي أيضاً: عسى كرونا ما يصيب المسلمين يوم انتشر بين الدول وشعوبها وليت الخلايق قبل تعقيم اليدين تقدر تعقّم بالصدور قلوبها ويقول الشاعر: فهد العدواني: "برحالكم صلوا" ورددنا نداه هذا النداء بالذات خلاني أهيم من عقب ماكنا جماعة للصلاة صرنا نصلي فرد بالبيت ونقيم ! من الوباء اللي ملا هذي الحياة ما أقول: غير أستغفر الله العظيم ويقول الشاعر سفر الدغيلبي: ياربنا لاترينا قوتك فينا ألطف بنا لو عذابك مستحقينه . نخاف بطشك ونخجل من معاصينا نذنب ونستغفرك والعفو راجينه . فعل اسفهانا ترى ماهوب مرضينا نستنكره ياجليل الملك وندينه . نرفع يدينا ولو ماهيب في يدينا يارب أعنّا على الوقت ومعاوينه ويقول الشاعر: عبدالله الطلحي: اللي من أول مايبا قعدة البيت وإذا جلس بالبيت هاوش عياله اليوم ودك مايجيهم وياليت يكون في حبس انفرادي لحاله ويقول الشاعر عبدالله الطلحي أيضاً: أزمة كرونا صدق ما كلها شر أحيان بعض الشر في جانبه خير منها عرف من كان جاهل ومنغر إن السعودية وحكامها غير حمانا الله وإياكم وحفظ بلادنا من كل مكروه عبدالله الطلحي راجح المغيري فهد العدواني سفر الدغيلبي نايف أبا العون