المباعدة الاجتماعية والبقاء في المنازل أفضل دعم لأبطال الصحة فيما تواصل أعداد الإصابات المؤكدة بفيروس كورونا المسبب لمرض كوفيد 19 تصاعد أعدادها يوماً بعد يوم لتتجاوز الأربعة آلاف حالة في المملكة. أكد عدد من أعضاء مجلس الشورى والخبراء على أهمية دور المواطن والمقيم في الوقوف جنباً إلى جنب مع الجهود التي تبذلها الدولة في التصدي لجائحة كورونا، مشيرين إلى أن نجاح كافة الإجراءات الوقائية والاحترازية التي اتخذتها الدولة بإشراف مباشر من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز ومتابعة دؤوبة من سمو ولي العهد - حفظهما الله - يعتمد على التزام كل مواطن ومقيم باتباع التعليمات الصادرة من الجهات الصحية والتي تؤكد على أهمية المباعدة الاجتماعية كأهم إجراء احترازي لكسر انتشار الفيروس ومحاصرته حتى تتحقق كافة الخطط والجهود من القضاء على هذا الفيروس. ووصف المشاركون ل «الرياض» المواجهة مع فيروس كورونا بمثابة حرب لمواجهة عدو خفي قاتل لا يختلف عن العدو التقليدي يستدعي توحيد قوى الدولة الشاملة بأبعادها السياسية الاقتصادية الأمنية الاجتماعية ضد هذه الجائحة مؤكدين على أن غياب الالتزام الكلي من بعض الأفراد أدى إلى زيادة في عدد الإصابات. الفرد والأسرة عضو مجلس الشورى د. حسين المالكي قال إن المتأمل لخطاب خادم الحرمين الشريفين حفظه الله بخصوص هذه الجائحة يستشعر التزام الدولة رعاها الله بتوفير مستلزمات الحياة الكريمة للمواطن والمقيم وفي ذات الوقت يستنبط الحزم في تطبيق كل الإجراءات التي تسهم في حماية المجتمع من خطر هذا الوباء، كما أن تصريح معالي وزير الصحة بأن ولي العهد حفظه الله يتابع بكل حرص تطورات الوضع الصحي وهذا ليس بمستغرب على ولاة أمرنا فقد نذروا أنفسهم وجهدهم ووقتهم لخدمة دينهم وشعبهم مستشعرين الخطر الذي داهم العالم بأسره بسبب فيروس كورونا وبالأخص على المستويين الصحي والاقتصادي. وأضاف د. المالكي أن المملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين وولي عهده حفظهما الله وبجهود جبارة من كافة قطاعات الدولة آثرت صحة الإنسان وسلامته على أي اعتبار آخر فتحملت الدولة كل التبعات الصحية والاقتصادية في سبيل أن يبقى المواطن والمقيم في صحة وسلامة وأمن وأمان. ولم تطلبت الدولة رعاه الله من المواطن والمقيم إلا البقاء في المنازل واتباع التعليمات الصحية من أجل صحتهم ولمنع انتشار العدوى كون السبب الرئيسي لتفشي الفيروس هو التجمعات والمخالطات المجتمعية. وأكد د. المالكي على أن مكافحة تفشي فيروس كورونا تكون فاعلة إذا بدأت من (الفرد) ثم الأسرة وصولاً إلى (المجتمع). مشيراً إلى أنه إذا التزم الفرد بالبقاء في المنزل منع الفيروس من الوصول إلى الأسرة ومن ثمة من الوصول إلى المجتمع وبهذا يتحقق الهدف الأساسي وهو عدم تفشي الفيروس والحد من انتشاره. وهذا يذكرنا بقاعدة أطفاء الحريق التي تنص على أنه يجب توجيه خراطيم أطفاء الحريق على مصدر النار وليس على ألسنة اللهب. وأضاف لذلك فالالتزام المجتمعي نابع أساسه من التزام الأفراد الذين هم نواة الأسرة والمكون الأساسي للمجتمع وهذا ما تعول عليه الجهات المعنية في تقليل فرصة انتشار الوباء في المجتمع. وقال عضو الشورى د. المالكي في هذه الأزمة الصحية التي تعصف بالعالم حضرت المعلومة وغاب الالتزام الكلي من بعض الأفراد مما أدى إلى زيادة في عدد الإصابات ورفع مستوى الإجراءات الاحترازية، وهذا كان واضحاً في خطاب معالي وزير الصحة الأخير. فلن تجد الآن فرد إلا ولديه المعلومة الكافية عن هذا الفيروس وعن خطره وسرعة انتشاره إلا أن بعضهم لا يستشعر مسؤوليته بالبقاء في المنزل فيتنقل ويخالط الآخرين وبالتالي ينقل العدوى إلى أسرته ثم إلى المجتمع. ومن هذا المنطلق تظهر الأهمية القصوى لالتزام الأفراد بكل التوجيهات والتعليمات الصادرة من الجهات المختصة وعلى رأسها البقاء في المنازل وهذا بإذن الله سوف يحمي الأسر ومن بعدها المجتمع من تفشي هذا الوباء. إنها فرصة ثمينة للفرد السعودي والمقيم على أراضي السعودية أن نثبت للعالم أجمع أننا على قدر عالٍ من المسؤولية وسوف نبقى في منازلنا امتثالاً لتوجيهات دولتنا الرشيدة وسوف نتبع كل التعليمات الصحية والأمنية ولن ننقاد وراء الشائعات والأقاويل المرجفة التي لا تنطلي علينا فحن شعب واعٍ ونعي مكانة بلادنا الدينية والاقتصادية والسياسية. وأضاف د. المالكي وبما أن الفرد سواء كان مواطناً أو مقيماً هو المسؤول الأول عن حماية أسرته ومن ثمة مجتمعه، فإن التزامه بالبقاء في المنزل واتباع التعليمات الصحية يعد أكبر مساهمة فاعلة وأعظم خدمه يقدمها لأبطال الصحة فهم لا يريدون منا كمجتمع دعماً مادياً أو جهداً جسدياً إنما يريدون الالتزام الكامل بكل ما يصدر من تعليمات صحية إلى جانب الدعاء لهم وإظهار الدعم المعنوي باستشعار وتعظيم ما يقومون به في معركتهم الشرسة ضد هذه الجائحة العالمية. إن أبطال الصحة يأملون أن نترجم لهم جهودهم التوعوية والميدانية إلى واقع من خلال التزامنا التام بكل التعليمات الصحية لنقلل عدد الإصابات ونمنع تفشي هذا الوباء. كما أن من واجبهم علينا أن ندعم الحملات التوعوية الصحية لكي تصل إلى كل أفراد المجتمع خصوصاً كبار السن الذين قد لا يجيدون القراءة وكذلك الجاليات التي لا تتقن أو تفهم اللغة العربية وأن نوصي بعضنا البعض بعدم المخالطة والخروج لغير الضرورة. كما يجب علينا أن نظهر لكل ممارس صحي تقديرنا لعملهم وأن نشعرهم أننا سنخلد للتاريخ جهودهم وتضحياتهم، كيف لا وهم من طلب منا أن نبقى في منازلنا بعيدين عن مواقع الإصابة بينما هم في احتكاك مباشر مع المصابين مقدمين أرواحهم لخدمة دينهم ومليكهم ووطنهم. الالتزام المجتمعي عضو مجلس الشورى عبدالله بن علي العجاجي قال لا يخفى ما قامت به حكومتنا الرشيدة وفقها الله من جهودٍ جبارة ومتميزة تلك الجهود العظيمة التي سبقت بها المملكة دول العالم المتقدمة بدأت منذ البدايات الأولية لظهور حالات الإصابة بهذا الفيروس وتزايدها في الصين لمواجهة خطر انتقاله إلى المملكة بوضع خطط عملية مدروسة تشمل إجراءات استباقية واحترازية واستعدادات طبية بكوادر مؤهلة ومستشفيات مجهزة، كل ذلك يتم وفقاً لأعلى المعايير الطبية والوقائية، ونظراً للمسؤولية الكبيرة التي تقع على أفراد المجتمع في مواجهة تفشي المرض فقد أولت الدولة حفظها الله الجانب التوعوي والتثقيفي عناية أساسية لرفع الوعي المجتمعي -بشتى مكوناته- بطبيعة وخصائص هذا الفايروس وخطورته وطرق انتقاله بين أفراد المجتمع وسبل الوقاية منه ليساهم الجميع بدور إيجابي وفاعل في الوقاية من المرض ومواجهة خطر انتشاره. وأكد العجاجي على أهمية الالتزام المجتمعي بالإرشادات والقواعد والتعليمات التي تضعها الجهات المعنية الصحية والأمنية كأحد العوامل الرئيسية الفاعلة والمؤثرة لمواجهة خطر تفشي فايروس كورونا في المملكة.. وقال العجاجي إن ما بذلته وتبذله الدولة من جهود عظيمة على مختلف المجالات لمواجهة هذه الجائحة والعناية الفائقة اللافتة للنظر بالمواطن والمقيم على حد سواء بتأمين الرعاية الصحية المجانية له وتجنيد طاقاتها في مختلف الأجهزة لتلافي أي تعطيل في مصالح الناس أو نقص في احتياجاتهم التموينية ومراقبة الأسعار والسلع يجب أن يقابله دور إيجابي من المواطنين والمقيمين على هذه الأرض المباركة بتعزيز سبل الحماية والوقاية لمنع أي تفشيات لهذا المرض، وذلك بمراعاة جوانب وسلوكيات خلال الحياة اليومية، وهي سلوكيات يسيرة في عملها عظيمة في أثرها وتتمثل في العناية بالنظافة الشخصية اليومية والبقاء في المنزل وعدم الخروج إلا عند الضرورة القصوى والاستفادة من التسهيلات الإلكترونية في تنفيذ الأعمال وتأمين الاحتياجات المنزلية وعند الخروج للضرورة التقيد التام بالتعليمات عند مخالطة الآخرين بالتعقيم والابتعاد عنهم بمسافة كافية، وعدم التساهل عند ظهور أي من أعراض حرارة مستمرة أو صعوبة في البلع أو التنفس سواء له أو لدى أي من أفراد أسرته بالتواصل مع الرقم المخصص لوزارة الصحة (937) وأخذ التوجيهات اللازمة للحالة. وأشاد عضو الشورى العجاجي بالدور العظيم الذي يقوم به الممارسون الصحيون وقال: يسطّر أبطالنا في المجال الصحي من ممارسين صحيين وغيرهم هذه الأيام لوحات مشرفة وتضحيات عظيمة في جبهة من جبهات الدفاع عن الوطن بالدفاع عن الأمن الوطني الصحي متحملين طبيعة وظروف العمل خلال هذه الفترة ومعرضين أنفسهم وأفراد أسرهم لخطر انتقال العدوى مؤكداً تميز جهود هؤلاء الأبطال الذين يستحقون منا ومن جميع أفراد المجتمع الوقوف لهم وقفة تحية تقدير وإكبار والدعاء لهم بأن يحفظهم الله ويعينهم ويسددهم. الركيزة الأساسية للتصدي من جانبه أكد عضو مجلس الشورى رئيس لجنة الاقتصاد والطاقة بالمجلس الدكتور فيصل آل فاضل على أهمية نشر الوعي بين كافة أفراد المجتمع بأهمية الالتزام المجتمعي والبقاء في منازلهم وتطبيق التعليمات الصحية وقواعد التباعد الاجتماعي من أجل رفع معدل الحماية والوقاية ومن أجل تجاوز هذه الأزمة ودفع عجلة الاقتصاد للتحرك والتقدم من جديد وصولاً لتحقيق أهداف رؤية المملكة 2030. وقال د. آل فاضل الدولة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله وسمو ولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان اتخذت كافة الإجراءات الاحترازية والوقائية للحد من انتشار هذه الجائحة العالمية التي تجاوز عدد المصابين بها أكثر من مليون ونصف المليون في معظم دول العالم مشيراً إلى أن الإجراءت والخطط الوقائية التي تم اتخاذها مبكراً ساهمت في بقاء انتشار الفيروس في المملكة في معدلات مقبولة حتى الآن. وقال د. آل فاضل ولكي تنجح هذه الجهود وتؤتي ثمارها فإن دور المواطن والمقيم يمثل الركيزة الأساسية للنجاح والدرع المتين لصد أي تفشيات وذلك من خلال التزامهم بما تصدره اللجنة المشكلة من مختلف الجهات الحكومية لمواجهة هذا الوباء والتي من أهمها الالتزام بالمباعدة الاجتماعية والبعد عن التجمعات وعدم المخالطة والبقاء في المنازل حتى تتم السيطرة على الفيروس بحصره في الحالات المصابة والمحصورة من المخالطين ومنع أي تفشيات قد تحدث لا قدر الله ستضع المجتمع بأسره في دائرة الخطر حينما تعجز المنشآت الصحية عن مواجهة أي تفاقم في الإصابات كما شاهدناه في كثير من الدول المتقدمة والتي لم تولي اهتماماً لتبعات التفشي. وأضاف العجاجي وفي هذا المقام يحسن التنويه إلى فتح منصة التطوع الصحي للراغبين في ذلك من الكوادر الصحية المرخصة مهنيًا والطلبة المتخصصين في المجال الصحي والكادر الصحي المتقاعد، كما تستهدف المنصة المتطوعين في تقديم الخدمات الداعمة من التخصصات الأخرى في مجالات مختلفة، وهذه فرصة سانحة للمساهمة في دعم الجهود الصحية. الأرض والسكان من جانبه قال الخبير في الدراسات الاستراتيجية والعلوم السياسية الدكتور محمد الحربي: لنتذكر دائماً أن جائحة كورونا المسببة لمرض كوفيد 19 هي بمثابة حرب لمواجهة عدو خفي قاتل لا يختلف عن العدو التقليدي؟ قوى الدولة الشاملة بأبعادها السياسية الاقتصادية الأمنية الاجتماعية.. كلها موحدها ضد هذه الجائحة.. وأهمها الآن في هذه المرحلة تكامل وتضافر جهود ما يطلق عليه: الكتلة الحيوية الحرجة (الأرض والسكان) مع الإدارة السياسية بخططها وإجراءاتها وتعليماتها وخدماتها، وحتى الوصول إلى المنحنى المتوازن في نمو وتطور الأزمة ومن ثم الخروج نحو الاستقرار والتلاشي وعودة الحياة إلى طبيعتها ولنتذكر جميعاً أن أرقى وأفضل المجتمعات هو أكثرها تماسكاً وتآزراً ضد أخطار الحاضر والمستقبل والحمد لله على نعمة المملكة العربية السعودية الشامخة الأبية، معاً إلى الأبد إن شاء الله. د. محمد الحربي عبدالله العجاجي د فيصل آل فاضل د. حسين المالكي