تعزز تركيا من تواجدها العسكري في ليبيا ضمن خطة لبسط نفوذها العسكري في سبيل خدمة أجندة جماعة الإخوان الإرهابية، التي يتبع أردوغان نهجها، وجعل من تركيا المأوى المناسب لتلك الجماعة الإرهابية. ولم تكن ليبيا أول الدول الإفريقية التي تدخلت فيها تركيا عسكرياً، سبقتها عدة دول وعلى رأسها الصومال التي تمكنت تركيا من فرض سيطرتها العسكرية عليها من خلال إنشاء قاعدة عسكرية ضخمة تستطيع احتواء قطع عسكرية بأعداد كبيرة وبأنواع مختلفة، إضافة إلى أكثر من 1500 جندي بنفقة تفوق 50 مليون دولار. و تقدم تركيا التدريب للجنود الصوماليون والسلاح والعتاد التركي، بهدف السيطرة على الصومال عسكرياً، ليبقى الأتراك رهن الرحمة المصرية التي تتحكم بقناة السويس، والتي تعتبر الطريق الوحيد لعبور البواخر التركية من وإلى الصومال. وكانت السودان ضمن الخطة التركية المشبوهة لبسط النفوذ العسكري في القارة السمراء، بحيث عملت تركيا لإنشاء قاعدتها العسكرية الثانية في القارة الإفريقية والتي كان موقعها جزيرة سواكن السودانية، التي كان يسهل عملها الرئيس السوداني السابق عمر البشير، والذي يخضع لتحكم جماعة الإخوان الإرهابية، ولكن سرعان ما تبدد الحلم التركي بعد انتفاض الشعب السوداني الحر على البشير، ليضع النقاط على الحروف ويوقف الخطة التركية الاستعمارية المشبوهة. ويرى محللون أن مصر كانت تدخل بشكل أساسي ضمن خطة تركيا لبسط نفوذها العسكري في القارة الإفريقية، وذلك لأن التواجد العسكري في مصر سيعود بفائدة كبيرة لجماعة الإخوان الإرهابية أولاً ثم تركيا، ولكن عزل الرئيس المصري السابق محمد مرسي، قطع الطريق حتماً أمام جماعة الإخوان الإرهابية وتركيا، كون الرئيس السابق محمد مرسي من أكبر المناصرين لجماعة الإخوان الإرهابية، ما كان سيفتح أفاق كبيرة أمام الأطماع الأردوغانية في أفريقيا. و حول أردوغان اتجاه خطته نحو ليبيا بعدما فقد الأمل في مصر والسودان، بغياً في تمكين حكومة الوفاق الإخوانية بقيادة فايز السراج من الحكم في ليبيا ليتمكن من استخدامها فيما بعد كورقة ضغط على القارة الأوروبية واليونان على وجه الخصوص، ولكن الجيش الليبي قاوم التدخل التركي السافر وظل يقاومه حتى يومنا هذا.