قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مثل القائم في حدود الله والواقع فيها كمثل قوم استهموا على سفينة، فأصاب بعضهم أعلاها وبعضهم أسفلها، وكان الذين في أسفلها إذا استقوا من الماء مروا على من فوقهم، فقالوا: لو أنا خرقنا في نصيبنا خرقًا ولم نؤذِ مَن فوقنا، فإن تركوهم وما أرادوا هلكوا جميعًا، وإن أخذوا على أيديهم نجوا ونجوا جميعاً". سلامة البلاد والعباد تنبع من متطلبات حياتية شرعية، ولا سبيل عن التنازل عنها من منطلق الحفاظ على الروح والممتلكات خاصة إذا كانوا جميعاً يواجهون مصيراً واحداً.. ومن يعبث بهذا المتطلب من المستهترين المنفلتين فهو "معتد أثيم".. يجب مقاومتهم، ولا بأس باستخدام كل الأنظمة المشروعة لردعهم وإرجاعهم لصوابهم وليكونوا عبرة أيضاً لغيرهم. هنا لا أدعو لاستباحة العنف، لكن إذا كان هناك من يريد أن يخرق السفينة ونحن في عرض البحر على متنها فجدير أن نوقفه بكل الوسائل.. وما نعلمه الآن أن هناك من يريد أن يعرّض صحة الوطن للخطر وانتشار الوباء، وهو ما حذر منه بصوت عالٍ معالي وزير الصحة الدكتور توفيق الربيعة: "المرحلة القادمة أكثر صعوبة، كونوا مسؤولين، التزموا بالإجراءات، ساعدونا في كبح الجائحة"، كتأكيد مُثبت لما يجري من البعض باختراق منع التجول وعدم الالتزام بتعليمات الأمن والصحة. نحن جميعاً الآن في مهمة تأهب وتكاتف تشمل الناس والجغرافيا والواقع.. جميعاً في مهمة الحفاظ على الوطن والمواطن والمقيم ولا نريد أن نبلغ ما بلغته دول استخفت بالوباء فكانت العاقبة وخيمة، لن نقبل أن يتجاوزنا عابثون ليلقوا ببلادنا إلى التهلكة، نريد أن نكون جميعنا حراساً لهذا الوطن نقف ضدهم نبلغ عنهم نكشف ضررهم، بكل ما تحمله معاني السلامة وحقّنا بالمحافظة على صحتنا وصحة بلادنا. علينا أن نتفق على أن مهمة إيقاف العابثين ليست خاصة فقط بالصحة والأمن بل بنا جميعاً مواطنين ومقيمين.. فمن يتجاوز.. كلنا وبكل الممانعات والبلاغات نلاحقه، لننقذه وأنفسنا من آثار التخلف الفكري والطمع الشخصي الذي يستشعره، لنتكاتف لمواجهة هذه النوعيات المستهترة، ولنحاصر هذا المرض النفسي الانفلاتي الخطير، كي لا نسهم بسكوتنا واستكانتنا في نشر البلاء. المهم في القول: إن أجهزة الأمن لدينا - وبحمد الله - تستطيع ضبط كل خارج على التعليمات التي نصفها بالمصيرية، ودحر كل مريد بنفسه وبأهل هذه البلاد الشر، ندرك ذلك ونثق بمن تولوا مهمته، ولكن هل هذا يكفي كي نصل إلى مجتمع نظيف خالٍ من انتشار الوباء؟! الإجابة لدى المجتمع كاملاً في جميع أرجاء بلادنا، لأن فرداً يأتي من محافظة ليحضر مناسبة في تجمع ممنوع في الرياض ويعود إلى محافظته الواعدة لينشر الوباء الذي التقطه بين العشرات.. هو ليس إثماً فقط؟ بل مجرماً ويشاركه الإجرام في حق الوطن والأهل من سكت عنه وعن تجمعه ولم يُبلّغ عنه قبل وقوع الواقعة.