هل بريطانيا هي إنجلترا؟ الكثير من الناس يستخدم الكلمتين بشكل تبادلي، ظاناً أن لهما نفس المعنى، وقد يحتار إذا سمع بالكلمة الثالثة وهي المملكة المتحدة، فهل كل الثلاث تعني نفس الشيء؟ لا، توجد فروقات. هناك جزيرة اسمها بريطانيا العظمى، وهذه الجزيرة مكوّنة من ثلاث دول: إنجلترا وهي أكبرها وأشهرها وهي التي تحوي لندن ومقر الحكومة البريطانية، والدولتان الثانيتان اسكتلندا وعاصمتها إدنبره، وويلز وعاصمتها كارديف. إلى غرب هذه الجزيرة نجد الجزيرة الإيرلندية، وتحوي منطقتين: خمسة أسداس الجزيرة مكوّنة من الجمهورية الإيرلندية وعاصمتها دَبْلِن وهي دولة مستقلة، والسُّدس الأخير يحوي إيرلندا الشمالية وعاصمتها بلفاست. كلمة «المملكة المتحدة» تعني إنجلترا واسكتلندا وويلز وإيرلندا الشمالية، وكلمة بريطانيا غالبا تُستخدم بنفس المعنى المملكة المتحدة. في أوروبا هناك سويسرا التي يعرفها الكثير، لكن هل تعلم أن هذه الدولة ليس لها لغتها الخاصة؟ سويسرا خليط من الأعراق واللغات، فأكثر أهلها –بنسبة الثلثين– يتكلمون الألمانية، والساكنون في غربها يتكلمون الفرنسية (الربع)، وفي الجنوب ما نسبته العُشر من السويسريين لغتهم الإيطالية، وسويسرا مثال ناجح لاندماج لغات وشعوب مختلفة تحت مظلة واحدة، ولا ينطبق هذا على محطتنا الأخيرة في هذه المقالة وهي بلجيكا، فهي تشابه سويسرا في أنه ليس لها لغتها الخاصة بل أهلها يتكلمون الهولندية والفرنسية ولغات أخرى، ولم يتّفق الهولنديون والفرنسيون فيها ولطالما أرادوا أن تنقسم الدولة إلى قسمين مستقلين. والآن نذهب شرقاً إلى تايوان، والتي عكس ما يظن البعض ليس لها أي علاقة بتايلند! تايوان لها علاقة بالصين، فقد ثارت حرب أهلية في الأربعينات الميلادية وفرت الحكومة السابقة إلى جزيرة تايوان القريبة من الصين وأنشأت دولة ديموقراطية جديدة اسمها جمهورية الصين وهي تايوان وعاصمتها تايبيه، بينما المنتصرون ينتمون للحزب الشيوعي وسموا الدولة جمهورية الصين الشعبية وعاصمتها بكين، وأما هونغ كونغ فهي جغرافياً جزء من الصين ولكنها كانت تحت النفوذ البريطاني لأن بريطانيا استأجرتها 99 سنة من الصين وأرجعتها عام 1997م لما انتهى العقد، وقريب من ذلك منطقة ماكاو التي كانت تحت سلطة البرتغاليين وأرجعوها للصين عام 1999م. لعل الحيرة صارت أقل الآن!