تتوجه رئيسة وزراء بريطانيا تيريزا ماي الى بلفاست، اليوم، لطمأنة سكان ايرلندا الشمالية القلقين من احتمال عودة الحدود والجمارك مع جمهورية ايرلندا المجاورة بعد التصويت لصالح خروج بريطانيا من الاتحاد الاوروبي في 23 حزيران (يونيو). وبعد اسكتلندا وويلز تنهي ماي التي تولت مهامها قبل اقل من اسبوعين جولة على دول المملكة المتحدة ركزت فيها على مساعيها من اجل حماية "الوحدة" بين هذه الدول. واعلن مكتب رئيسة الوزراء في بيان ان ماي ستلتقي نظيرتها الايرلندية الشمالية ارلين فوستر في بلفاست، واضاف انها ستحاول اشراك حكومة ايرلندا المشالية في الاستعدادت لبدء تطبيق اجراءات خروج البلاد من الاتحاد الاوروبي. وصرحت ماي في بيان "لقد قلت بوضوح اننا سنتم عملية بريكست بنجاح وان الامر سيكون كذلك في ايرلندا الشمالية وايضا في ما يتعلق بحدودها مع جمهورية (ايرلندا) العضو في الاتحاد الاوروبي". منذ العام 1922 يستفيد السكان في جمهورية ايرلندا والمملكة المتحدة من حرية التنقل بينهما مع اجراءات تفتيش بسيطة على الحدود. ويثير التخوف من تبعات خروج بريطانيا من الاتحاد الاوروبي قلق القوميين في ايرلندا الشمالية الذين يرون في بروكسيل سلطة موازنة للندن. خلال الحملة للاستفتاء حذر ناشطون مؤيدون للبقاء في اوروبا من ان خروج قد يؤدي الى تصعيد في التوتر في المنطقة التي يشتبه بأن مجموعات جمهورية انفصالية لا تزال ناشطة فيها بعد 20 عاما على "اتفاق الجمعة العظيمة". وتم توقيع الاتفاق في العام 1998 لوضع حد "للاضطرابات" وهو التعبير المستخدم للاشارة الى النزاع بين مؤيدي الاتحاد مع بريطانيا وبين القوميين الذين يريدون الاتحاد مع ايرلندا والذي اوقع 3500 قتيل بين 1969 و1998. واكدت ماي في البيان ان "السلام والاستقرار في ايرلندا الشمالية سيظلان من اولويات حكومتي". وكانت ايرلندا الشمالية وعلى غرار اسكتلندا ولندن صوتت في الغالبية لصالح بقاء بريطانيا في الاتحاد الاوروبي. من جهة أخرى، حذّر وزير المال البريطاني فيليب هاموند، أمس، من ان خروج بريطانيا من الاتحاد الاوروبي (بريكزيت) سيلقي ب"ظلاله" على الاقتصاد العالمي، لافتا الى انه يبحث ابرام اتفاق تجارة حرة مع الصين. وفي تصريحات للبي بي سي وسكاي نيوز على هامش اجتماع مجموعة العشرين للدول الاقتصادية الكبرى في شينغدو في الصين، اعتبر هاموند ان التصويت على الخروج من الاتحاد الاوروبي "ليس الخطر الوحيد الذي يواجه الاقتصاد العالمي". وقال لسكاي نيوز "قد تسود حال من الغموض توقعات الاقتصاد العالمي لعامين مقبلين بسبب نتيجة الاستفتاء". واضاف "في الوقت نفسه ستفتح فرص جديدة مع الصينواسترالياوالهند والعديد من الدول الاخرى" فور خروج بريطانيا. وردا على سؤال للبي بي سي حول احتمالات ابرام اتفاق تجارة حرة مع الصين، قال هاموند "بالتأكيد استطيع ان ارى هذا الاحتمال". واضاف "لدينا شراكة استراتيجية حاليا مع الصين (...) وفور خروجنا من الاتحاد الاوروبي ليس لدي ادنى شك في ان الجانبين سيرغبان في تعزيز العلاقات بطريقة ثنائية". واكد وزراء مال مجموعة العشرين الاحد ان التصويت على الخروج من الاتحاد الاوروبي يهدد الاقتصاد العالمي متعهدين استخدام "جميع ادوات السياسات" لتعزيز النمو. وكان الرئيس الصيني شي جينبنغ اعرب قبل الاستفتاء البريطاني عن امله في ان تبقى لندن في الاتحاد لتعزيز "تعميق التنمية بين الصين والاتحاد الاوروبي". كذلك، ناقشت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي في مكالمة هاتفية مع نظيرها الاسترالي مالكوم تورنبول في وقت سابق هذا الشهر عقد اتفاق تجارة مع استراليا. ويتوجه وكيل وزارة الخارجية البريطانية الوك شارما الى الهند الاثنين في اول زيارة له منذ تعيينه. وقال شارما ان "بريطانيا منفتحة على الاعمال وتشهد ازدهارا على الساحة العالمية. نريد اقوى علاقات مع الهند".