هدف منشود لنجاح محمود يشهد له الشهود، وتصفق له الحشود، لا شك أن المجتمع الناجح يعتمد اعتمادا كبيرا على الوعي وتربية النفس فهي وسيلته إلى التطور والتقدم ووسيلته إلى البقاء والاستمرار والإسلام وضع الأسس والركائز التى تعتمد عليها التربية في تنمية الفرد وتوجيه سلوكه وما نشهده اليوم على أرض مملكتنا الواعية يجسد تلك التربية الإسلامية. فلقد أصبح الفيروس الكوروني آفة تهدد المضاجع وتؤرق الشعوب عالميا، ولم تسلم من تلك الآفة الأنفس ولا الممتلكات ولا القطاعات. فالنشرات الإخبارية والصفحات الأولى من المواقع والصحف والمجلات في جميع أنحاء العالم أصبحت تتداول ذلك الحدث خوفا من انتشاره ورغبة في انحصاره وطمعا في إزهاقه. ونلاحظ أن من أكبر الدول المتقدمة تكنولوجيا بالعالم هي من تتصدر أكبر عدد من الإصابات والوفيات، ملاحظات واستنتاجات وأسئلة كثيرة ومتشعبة حول هذا الحدث. وتضرب مملكتنا الواعية أروع الأمثلة في الوعي المجتمعي أمنيا وصحيا وإعلاميا، امتثالا لقول الرسول - صلى الله عليه وسلم -: (المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا وشبك أصابعه). تكاتفت الأيدي وتضافرت الجهود وسيتحقق - بإذن الله - الهدف المنشود بتحقق الآتي: 1 - التعاون والتكاتف بين أفراد المجتمع وذلك من خلال تطبيق الأنظمة واتباع التعليمات والتوجيهات من الإدارات المسؤولة. 2 - حفظ الحقوق.. فكم أعطانا الوطن من خيراته واليوم ينشد حقا من حقوقه وهو أن نكون شركاء في تحمل المسؤولية ونتقي الله في بلدنا وتراب أرضنا. 3 - الغيرة على ممتلكات هذا الوطن ورعاية منجزاته فهو يحتضن أطهر بقاع الأرض، فالدفاع عنه واجب علينا بشتى أنواع الدفاع. 4 - كبح جماح الإشاعات المغرضة، ففي وقت الأزمات تكثر الشائعات والتى غالبا ما يكون مصدرها الجهات المغرضة التى تدس السم في الدسم، ففي الأزمات يستخدم أعداء الوطن الإشاعات الكاذبة لإثارة الفتنة والعبث بالوحدة الوطنية عن طريق الحرب النفسية للتخويف والترويع، فالحذر واجب في مثل هذه الأزمات والحرص كل الحرص على استقصاء المعلومة من مصادرها الرسمية. 5 - من حق الوطن علينا أيضا أن نقف في سبيل عزته وكبريائه دروعا بشرية للذود عنه ونحميه من أي عدو يحاول أن يعبث في مقدراته ومنجزاته.. أو حاقد لا يسره أن يرى هذا الوطن بما هو عليه اليوم. 6 - البعد عن الفوضى واللامبالاة، فالفوضى واللامبالاة لن يسلم مواطن واحد من أضرارها وآثارها مع ما يتيحه مثل هذا السلوك من فرص للخسارة ولجعل المواطن عرضة للتهلكة. 7 - الالتزام بالحجر الصحي وعدم التهاون في ذلك، وهو من الإجراءات التى قام بها الخليفة والوالى عمرو بن العاص لمواجهة طاعون عمواس القاتل فى الشام، حيث أخذ ابن العاص بنصيحة عمر بن الخطاب بالخروج بالناس إلى الجبال؛ لأن الطاعون لا ينتشر هناك؛ فخطب فيهم قائلاً: «أيها الناس، إن هذا الوجع إذا وقع فإنما يشتعل اشتعال النار، فتحصنوا منه في الجبال»، وبتلك الطريقة استطاعوا القضاء على الوباء الذي شكّل خطورة كبيرة على دولة الإسلام في تلك الفترة؛ وذلك أخذًا بأسباب الوقاية منه، والقضاء عليه. 8 - الدعاء وهو أهم الأسلحة التي يمكن أن يتسلح بها المؤمن لمواجهة هذا الوباء فإن الله - عز وجل - قال في كتابه الكريم: (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ ۖ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ ۖ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ). ختاما نسأل الله العلي القدير أن يديم على هذه البلاد أمنها وأمانها وخيرها واستقرارها في ظل الأوفياء حكامها. خادم البيتين أنت صرح بل علم نشهد الله علوّك في الهمم سطر التاريخ جهدك بالقلم أروع الأمثال ترويه الأمم..