أقفلَت المرأة الحمام على نفسها وحبست أنفاسها، ولم ينفعها هذا لما أخذ الرجل الفأس وجعل يضرب الباب الخشبي، ثم أطل بنظرة وحشية وصَرَخَتْ المرأة مرتاعة، ويبدو أن حياتها لم يبق منها إلا دقائق. إنه أشهر مشهد من فيلم الرعب ذا شاينينغ بطولة جاك نيكولسون، عن رجل اسمه جاك تورانس يُكلّف بتشغيل فندق معزول في منطقة ثلجية في ولاية كولورادو، فيأخذ زوجته وابنه لأنه سيمكث هناك فترة مطولة، وبعد بداية عادية لحياتهم يتغير جاك -خاصة بعد عاصفة ثلجية عزَلتهم تماما- ويبدأ يفقد صوابه، وتظهر في أفكاره وتصرفاته أشياء غريبة مقلقة، وينتهي به الأمر بمحاولة قتل زوجته. هل سمعت بمصطلح جنون الكوخ Cabin fever؟ هذه نظرية تحاول تفسير سبب تغيّر عقل جاك واضطراب نفسيته، وتعني الكلمة حالة حقيقية تصيب الكثير من الناس إذا اضطر أن يجلس في مكان معزول لفترات مطولة، وبسبب مشاعر القلق والضيق التي تطول وتزداد شدة فإنه يبدي أفعالاً مزعجة أو خطرة ويفقد عقله ببطء. تظهر هذه الحالة أحيانا عند البحارة الذين يظلون بالأشهر في الغواصات، أو من يقضي عطلة طويلة في كوخ ريفي، أو عموماً المكوث في مكان معزول عن بقية الناس، فتظهر أعراض كالأرق والبارانويا، والشك فيمن حوله ولو كانوا أقارب أو أصدقاء، وتظهر رغبة محمومة في الخروج ولو كان في الخارج عاصفة ثلجية جبارة. لذلك يلزمك خطة لمقاومة هذه الحالة لو كنت ممن يمكن أن يصاب بها، وأقوى طريقة لتحسين النفسية وتفتيت القلق هي الرياضة، والتي من عِظَم تأثيرها الإيجابي على المخ والمزاج تماثل بل تتفوق في الكثير من الحالات على الأدوية المضادة للاكتئاب والقلق. لا تحتاج نادياً ولا تحتاج أن تخرج من بيتك حتى، فالكثير جدا من التمارين يمكن أداؤها في البيت، والإنترنت مليئة بخطط وتمارين رياضية من هذا القبيل -واحرص أن يكون المصدر موثوقاً طبعاً لا أن تأخذ المعلومات من أي مكان-، بل يمكنك أن تضع السماعات على أذنيك وتمشي دوائر في غرفة إن شئت، كل شئ ممكن. افعلها لنفسك. وإن تكاسلت فافعلها للآخرين!