يقترب عدد الإصابات بفيروس كورونا المستجد في العالم من مليون شخص مع انتشار الوباء "بشكل متسارع" حاصداً أرواحاً بينها رضيع في أسبوعه السادس، أصبح أصغر الضحايا ال46 ألفاً الذين أودى المرض بحياتهم. وسجلت أكثر من 900 ألف إصابة بكوفيد-19 في العالم، بينها 215 ألفاً في الولاياتالمتحدة حيث يتسارع انتشار المرض. وفي غياب القدرات الكافية لكشف الإصابات، هذه الأرقام هي أقل من الواقع على الأرجح. وعلى الرغم من إجراءات العزل التي تشمل واحداً من كل اثنين من سكان العالم، ترتفع أعداد الإصابات والوفيات. وقد بلغ عدد الوفيات في إيطاليا أكثر من 13 ألف شخص، وفي إسبانيا تسعة آلاف وفي الولاياتالمتحدة خمسة آلاف وفي فرنسا أربعة آلاف. قنابل فيروسية في أوروبا، سجل العدد الأكبر من الوفيات في إسبانيا حيث أعلن عن وفاة 864 شخصاً آخرين في الساعات ال24 الأخيرة، ويخشى هذا البلد أن يتجاوز عدد المصابين قدرات وحدات العناية المركزة التي تعمل حالياً بأقصى طاقتها. وقال الممرض في مدريد غيين ديل باريو: "ليس هناك عدد كافٍ من تجهيزات الوقاية (...) وعدد الأسرة يبقى غير كافٍ"، مشيراً في الوقت نفسه إلى تباطؤ في ارتفاع عدد القادمين إلى قسم الإسعاف في المستشفى الذي يعمل فيه. وأكدت السلطات الإسبانية هذا التوجه، وقال مدير مركز الحالات الصحية الطارئة فرناندو سيمون: "يبدو أننا أصبحنا" في ذروة العدوى. في فرنسا حيث بات الوضع يتجاوز طاقة مستشفيات باريس والشرق، استمر نقل المرضى بقطارات بينما تستعد مراكز العاصمة لإنتاج المعدات التي تنقصها بتقنية الطباعة بالأبعاد الثلاثية. وسمح تعداد للأطباء البيطريين بتحديد الذين يمكنهم مساعدة زملائهم الأطباء بفرز المرضى مثلاً. وفي موسكو ستنشئ السلطات تطبيقاً للهاتف النقال وأرقام مشفرة للتأكد من احترام السكان لقواعد العزل ولمراقبة المرضى. وفي أميركا اللاتينية ومنطقة الكاريبي ارتفع عدد الإصابات إلى عشرين ألفاً وهو ضعف العدد الذي سجل قبل خمسة أيام. لكن الولاياتالمتحدة حيث يلازم 85 بالمئة من الأميركيين بيوتهم، هي التي تستعد الآن لارتفاع عدد المصابين. وتكثف ولاية نيويورك حيث بلغ عدد الوفيات أكثر من 1900 استعداداتها منذ أيام، عبر بناء مستشفى ميداني في سنترال بارك وفي مركز كبير للمؤتمرات في مانهاتن. إلى ذلك أعلن الجيش الألماني تجهيز 15 ألفاً من جنوده اعتباراً من اليوم الجمعة لمساعدة الولايات والبلديات الألمانية في جهود مكافحة وباء كورونا. وقال متحدث باسم الجيش الخميس: إن هؤلاء الأفراد مستعدون للتحرك بسرعة مختلفة تتراوح بين 12 إلى 72 ساعة. كانت وزيرة الدفاع الألمانية إنيجريت كرامب - كانباور طلبت من جنود بلادها التحضر لمهمة طويلة الأمد في مكافحة كورونا. سباق طبي قالت وكالة العلوم الوطنية الأسترالية الخميس: إنها بدأت المرحلة الأولى من اختبار لقاحات لمرض كوفيد-19 الذي يسببه فيروس كورونا فيما تنضم إلى سباق عالمي لوقف الجائحة. وبدأت منظمة الكومنولث للبحوث العلمية والصناعية تجارب ما قبل المرحلة السريرية، والتي تشمل حقن قوارض بلقاحين محتملين، في منشأتها للأمن البيولوجي بالقرب من ملبورن. وقال روب جرينفيل مدير الصحة في المنظمة لرويترز: إن اختبار المرحلة الأولى سيستغرق نحو ثلاثة أشهر مضيفاً أن أي لقاح ينتج بعد هذه المرحلة لن يكون متاحاً للجمهور قبل أواخر العام المقبل. وأضاف جرينفيل في مقابلة عبر سكايب من ملبورن: "ما زال يحدونا الأمل في أننا سنطرح لقاحاً للمستهلكين خلال 18 شهراً.. قد يتغير هذا بالطبع. هناك الكثير من التحديات التقنية التي يتعين علينا التغلب عليها". إيطاليا تناضل بدأ تفشي فيروس كورونا المستجد يشهد تباطؤاً في إيطاليا حيث تخضع الحكومة لضغوط لرفع تدابير العزل وتحريك عجلة الاقتصاد بوتيرة تدريجية. توفي أكثر من 13 ألف شخص بحسب أرقام رسمية ورغم تباطؤ تفشي الفيروس، مددت الحكومة حتى منتصف أبريل "على الأقل" إجراءات العزل التي تشل الاقتصاد. وازداد الفقر وباتت البطالة الجماعية تلوح في الأفق. وحذر الخبراء من أن ثالث اقتصاد في منطقة اليورو سيشهد أسوأ انكماش منذ عقود (-6 % في 2020) إذا استمر العزل حتى مايو. والأربعاء نقلت صحيفة "ال فاتو كوتيديانو" عن الخبير الأميركي بول رومر قوله: "الاختيار بين وقف عجلة الاقتصاد مؤقتاً أو تعريض حياة أشخاص للخطر أمر فظيع". وأضاف أحد حائزي جائزة نوبل للاقتصاد للعام 2018 "الحكومة بحاجة إلى خطة ذات مصداقية لوضع حد لتدابير العزل سريعاً وفي المقابل ضمان سلامة الموظفين حتى وإن كان الفيروس لا يزال موجوداً". ويرى وزير المال الإيطالي روبرتو غوالتييري أن توقعات الانكماش "واقعية" لكنه حذر من أي تسرع في استئناف النشاط. وقال: "كلما كنا صارمين وفعالين في مكافحة الوباء كلما كان في استطاعتنا استئناف النشاط أسرع". وبحسب الأرقام الرسمية أصيب أكثر من 110 آلاف شخص بالوباء في إيطاليا لكن خبراء يرون أنه في الواقع هناك بين 700 ألف و6 ملايين إصابة أي حتى 10 % من السكان. وهذا يعني أن عدداً كبيراً من الأشخاص مصابون بالفيروس دون أن تظهر عليهم عوارض، وفي إمكانهم العودة إلى العمل. ودعا رئيس الوزراء السابق ماتيو رينزي (يسار وسط) إلى إجراء فحوص على نطاق واسع وإنهاء العزل. وقال: "سنضطر للعيش مع كوفيد-19 لأشهر وربما سنوات، وكل من يقول عكس ذلك يكذب، لا يمكننا البقاء في منازلنا علينا إيجاد طريقة للخروج بأمان والعمل مع احترام القواعد". ودعا بول رومر إلى "سياسة عزل ذكية يعني إجراء فحوص للأشخاص مراراً كل أسبوعين"، يمكن للذين أتت نتائجهم سلبية العمل أما الآخرون فيظلون في العزل. 6 ملايين عاطل أعلنت وزارة العمل الأميركية تقدم 6,65 ملايين عامل أميركي إضافي للاستفادة من منح البطالة الأسبوع الماضي، في رقم قياسي عقب اضطرار عدة قطاعات اقتصادية للإغلاق في أنحاء البلاد، بسبب جائحة كوفيد-19. وتظهر الأرقام تضاعف عدد المسجلين للاستفادة لأول مرة من منح البطالة خلال الأسبوع المنتهي يوم 28 مارس بالمقارنة مع الأسبوع السابق له الذي شهد تسجيل رقم غير مسبوق حتى ذلك الوقت بلغ 3,3 ملايين شخص. وورد في تقرير الوزارة أن «كل الولايات التي تقدم تعليقات على الأرقام ذكرت كوفيد-19». وأشار إلى تفاقم ضرر الوباء في قطاعات اقتصادية أوسع، لا سيما الفنادق ولكن أيضاً الصناعة والبيع بالتجزئة. وتجاوزت التداعيات بكثير حتى أعلى التوقعات التي وضعها الاقتصاديون، ما يعكس تزايد الأضرار التي يتعرض لها الاقتصاد الأميركي مع انتشار الوباء وارتفاع عدد ضحاياه ولجوء عدد متزايد من الولايات لفرض إجراءات إغلاق. للمقارنة، تقدم خلال نفس الأسبوع من العام الماضي 211 ألف شخص فقط بطلبات للاستفادة من منح البطالة لأول مرة. وأقرت الحكومة الأسبوع الماضي حزمة إنقاذ بقيمة 2,2 ترليون دولار تشمل توسيع منح البطالة وتمديدها لتخفيف أثر الأزمة على ملايين العمال الذين فقدوا وظائفهم. إجلاء مصاب بكورونا في بورغوس شمال إسبانيا "أ ف ب" نساء يجلسن متباعدات في انتظار تلقي إمدادات إغاثية في دكا "رويترز"