تتصدر المملكة العربية السعودية جهود مواجهة التهديدات الخفية والمعلنة التي تواجه العالم، إذ أن تصدرها لمحاربة التهديد الخفي المتجسد في فيروس كورونا المستجد، لم يشغلها عن مواجهة الاعتداءات الإرهابية والهمجية والاستجابة للتهديد الإيراني الذي يستهدف أمن واستقرار ومصالح اليمن والمنطقة والعالم، والمصنف دوليا باعتباره الراعي الرئيس للإرهاب في العالم. وفي الوقت الذي تقود المملكة جهود مواجهة الوباء بجدارة واقتدار، وتقدم الدعم اللازم للعديد من المؤسسات والبلدان الشقيقة لإنقاذ ملايين الناس من كورونا، تثبت إيران ومن خلال الدفع بميليشيات الحوثي الإرهابية لشن هجمات إرهابية وإطلاق صواريخ بالستية على أهداف مدنية في السعودية واليمن، أدلة جديدة وإضافية على حجم التهديد الذي يشكله النظام الإيراني وأذرعه الإرهابية في اليمن والمنطقة، ويؤكد استعداده الكامل لاستغلال كل خطر يواجه العالم لصالح الأطماع الإيرانية التوسعية وأجندتها الإرهابية. تحد للجهود الأممية ولم يمض 24 ساعة على إعلان قيادة ميليشيات الحوثي الإرهابية، ترحيبها بدعوة الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، لوقف القتال والعمليات العسكرية، حتى تصدت دفاعات المملكة الجوية لصاروخين باليستيين أطلقتهما الميليشيا الإرهابية على جازانوالرياض السبت الماضي في تحد جديد للجهود الدولية والأممية. وجاءت الهجمات الإرهابية البالستية الأخيرة بعد إعلان المتحدث الرسمي باسم قوات تحالف دعم الشرعية في اليمن، العقيد تركي المالكي "تأييد ودعم التحالف لقرار الحكومة الشرعية اليمنية في قبول دعوة الأمين العام للأمم المتحدة لوقف إطلاق النار في اليمن ومواجهة تبعات انتشار فيروس كورونا (كوفيد-19)" وهو تأييد يأتي امتدادا لنهج السعودية والتعاطي الإيجابي الداعم لجهود الأممالمتحدة من أجل تحقيق الأمن والاستقرار والسلام في اليمن. رد سريع ومؤلم وسارع التحالف العربي بقيادة السعودية، الاثنين الماضي لإطلاق عملية نوعية لتدمير أهداف عسكرية للميليشيات الحوثية والحرس الثوري الإرهابي، في مناطق يمنية واقعة تحت سيطرتها، على رأسها صنعاء ومحافظة الحديدة تتخذها الميليشيات أماكن لتخزين الصواريخ البالستية الإيرانية والطائرات المسيّرة، وأماكن وجود خبراء من الحرس الثوري الإيراني. ونجحت العملية النوعية للتحالف العربي في تحقيق أهدافها العسكرية المشروعة بدقة، إذ تمكنت من تدمير قدرات نوعية متقدمة للمليشيات الإرهابية، كتخزين وتجميع وتركيب الصواريخ البالستية والطائرات دون طيار، وأماكن وجود الخبراء من (الحرس الثوري) الإيراني ومخازن الأسلحة، وتوزعت الأهداف العسكرية على عدد من المحافظات بمناطق سيطرة الميليشيا الإرهابية". وأشار المحلل السياسي اليمني مجدي سليمان إلى استحالة تحقيق الاستقرار والوصول إلى السلام في اليمن بدون تفكيك وتدمير القدرات الإيرانية التي تعيق الحلول السياسية وتهدف لإطالة أمد الحرب، وتتبنى مشروع الفوضى في الأساس وتحويل اليمن إلى ساحة فوضى من أجل تهديد أمن السعودية والخليج ودول المنطقة، وتهديد الملاحة الدولية في البحر الأحمر وبحر العرب ومضيق باب المندب الاستراتيجي. القائد الفعلي للميليشيا ويقول مسؤولون في الحكومة اليمنية ل"الرياض": "إن أماكن الحرس الثوري الإيراني التي استهدفت بعضها خلال العملية النوعية للتحالف الاثنين الماضي، تشكل غرف السيطرة والتحكم والقيادة وتدير الأنشطة التي تنفذها الميليشيا" مشيرة إلى أن "الجنرال الإيراني، عبدالرضا شلاهي أصبح القائد الفعلي للميليشيا والمتحكم بقرارها والحاكم الفعلي لصنعاءوالمحافظات الواقعة تحت احتلال الحوثيين، ولم يعد زعيم الميليشيا عبد الحوثي وبقية قيادات الجماعة سوى أدوات ودمى يحركها شلاهي". وكشفت تقارير أمريكية ودولية في أواخر العام الماضي، عن وجود قيادات وعناصر للحرس الثوري الإيراني الإرهابي في المحافظات اليمنية الواقعة تحت احتلال الحوثيين، وأكدت أن القيادي في "فيلق القدس" الجنرال عبدالرضا شلاهي، يتواجد في صنعاء على رأس قوة مكونة من حوالي 400 مقاتل من الحرس الثوري الإيراني، مُعززة بخبراء من تنظيم "حزب الله" الإرهابي تم إرسالهم من لبنان، لقيادة وإدارة أنشطة ميليشيا الحوثي الإرهابية المدعومة من إيران. وكانت الحكومة الأمريكية أعلنت في ديسمبر 2019 عن تواجد القيادي في "فيلق القدس" الجنرال عبدالرضا شلاهي، في اليمن، وأشارت إلى أنه يدير أنشطة ومعارك الحوثيين، ووضعت مكافأة قدرها 15 مليون دولار أمريكي لمن يعطي معلومات عن مواقع أنشطته في اليمن. وصُنف شلاهي في قائمة الإرهاب من قبل المملكة العربية السعودية والاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة والبحرين في عام 2018، كما صنفته وزارة الخزانة الأمريكية في عامي 2011 كإرهابي عالمي من نوع خاص (SDGT).