ارتفعت أسعار النفط أمس، مع ضخ أكثر دول العالم ثراء لدعم غير مسبوق في الاقتصاد العالمي لوقف ركود مدفوع بفيروس كورونا وتلميح الرئيس الأميركي دونالد ترمب إلى أنه ربما يتدخل في حرب الأسعار النفطية. ارتفعت أسعار النفط ظهر أمس بأكثر من دولارين لتقلص الخسائر التي سجلتها هذا الأسبوع، في ظل متابعة تحركات البنوك المركزية والحكومات لمواجهة تفشي «كورونا». وارتفعت العقود الآجلة لخام برنت بنسبة 7.6 % أو بمقدار 2.20 دولار إلى 30.6 دولارا للبرميل، بعد ارتفاعها الخميس 14 %. كما ارتفعت عقود الخام الأمريكي 11 % أو 2.6 دولار عند 27.9 دولارا للبرميل، وتقلص خسائرها الأسبوعية. هذا وأشارت «بلومبرج»، إلى أن صناعة النفط والغاز العالمية خفضت خططها الاستثمارية لهذا العام بحوالي 31 مليار دولار على الأقل، مع تراجع أسعار الخام، وتأثير فيروس «كوفيد-19» سلبًا على الطلب. وربح العقد الأميركي أكثر من برنت بسبب خطط للولايات المتحدة لشراء ما يصل إلى 30 مليون برميل من النفط الخام لمخزونات الطوارئ بحلول نهاية يونيو ، فيما أوردت تقارير أن الجهات التنظيمية ربما تكبح الإنتاج. وقال جيفري هالي كبير محللي السوق لدى أواندا «المكاسب الضخمة لخام غرب تكساس الوسيط (الخام الأميركي) تعكس الأمل وليس الواقع في قطاع النفط الصخري الأميركي». وأضاف «فور أن يستمر هذا الواقع، أتوقع أن يختفي ارتفاع النفط سريعا كما بدأ». ومع انتشار فيروس كورونا مما أدى إلى توقف للأنشطة في معظم دول العالم، تضخ الدول تحفيز متزايد في اقتصاداتها بينما تغمر البنوك المركزية الأسواق بدولارات بسعر رخيص لتخفيف ضغوط على التمويل. وهوت أسعار الخام الأمريكي وخام برنت نحو 40 بالمئة في الأسبوعين الماضيين منذ انهارت محادثات بين منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وحلفائها، بما في ذلك روسيا، مما أدى لأن تعزز المملكة الإنتاج. وقال ترمب يوم الخميس إنه سيقوم بتحرك بشأن حرب الأسعار في الوقت المناسب، مضيفا أن أسعار البنزين المنخفضة جيدة للمستهلكين الأميركيين حتى لو كانت تضر بالقطاع. من جهة أخرى ارتفعت مؤشرات الأسهم الأوروبية في مستهل تعاملات أمس، مع بدء المستثمرين في التفاعل مع القرارات الأخيرة للبنوك المركزية التي تستهدف دعم الاقتصاد والشركات، في ظل استمرار تفشي فيروس «كورونا». وقرر بنك إنجلترا خفض معدل الفائدة بمقدار خمس عشرة نقطة أساس إلى 0.1 %، كما دعم برنامجه لشراء السندات بحوالي 200 مليار جنيه إسترليني في إطار جهوده لتحفيز النمو الاقتصادي في مواجهة تفشي «كورونا». كما قرر البنك المركزي الأوروبي تخصيص 115 مليار يورو (124 مليار دولار) ضمن تسهيل إقراض طويل الأجل مدته ثلاث سنوات، وذلك في أول عطاء يطرحه منذ تخفيف الشروط لتشجيع البنوك التجارية على الاقتراض. وعلى صعيد التداولات، ارتفع مؤشر «ستوكس يوروب600» بنحو 4.9 % أو أربع عشرة نقطة إلى 302 نقطة، في تمام الساعة 11:05 صباحًا بتوقيت مكةالمكرمة، كما ارتفع «كاك» الفرنسي بنحو 5.5 % إلى 4067 نقطة. وصعد «فوتسي 100» البريطاني بنحو 4.8 % إلى 5397 نقطة، كما ارتفع «داكس» الألماني بنسبة 5.6 % عند 9150 نقطة.