فيما يواصل العالم تعزيز إجراءاته الوقائية في مواجهة وباء فيروس كورونا المستجد تتصاعد قوائم الضحايا في دول العالم منبئة بمرحلة صعبة في التاريخ الإنساني. وقال مسؤول الطوارئ الصحية في إسبانيا فرناندو سايمون: إن عدد الوفيات بفيروس كورونا ارتفع إلى 1002 الجمعة بالمقارنة إلى 767 في اليوم السابق. وأضاف سايمون أن عدد المصابين زاد من 17147 يوم الخميس إلى 19980 يوم الجمعة. كما أعلنت إيران الجمعة عن 149 وفاة جديدة بفيروس كورونا المستجد، ليبلغ إجمالي عدد الوفيات في البلاد 1433، وهو العدد الأكبر في العالم بعد إيطالياوالصين. وقال نائب وزير الصحة علي رضا رئيسي: إنه تم تسجيل 1237 إصابة جديدة بالفيروس خلال الساعات ال24 الماضية ليصل مجموع الإصابات المؤكدة في الجمهورية الإسلامية إلى 19644 منذ أن أعلنت السلطات اكتشاف إصابات على الأراضي الإيرانية في 19 فبراير. معركة ضارية ما زالت أوروبا وفي مقدمتها إيطاليا، في خط المواجهة الأول في مكافحة الوباء على غرار ولاية كاليفورنيا الأميركية والأرجنتين اللتين أعلنتا حجرا «وقائيا وإلزاميا» على السكان. ويزداد القلق أيضاً بالنسبة للدول الأكثر فقراً في العالم حيث يستحيل فرض حجر خصوصاً في الأحياء العشوائية الشاسعة في آسيا. فضلاً عن ذلك، يحذر خبراء في الأممالمتحدة من أن نحو ثلاثة مليارات شخص لا يملكون الحد الأدنى من وسائل مكافحة الفيروس مثل المياه والصابون. وأعربت الأممالمتحدة عن قلقها من نقص في التضامن حيال الدول الفقيرة يمكن أن يكلف «ملايين» الأرواح. وحتى في الدول الغنية أيضاً، مثل فرنسا والمملكة المتحدة، يندد أطباء وموظفون طبيون بنقص معدات الحماية والفحوصات. وقال طبيب بريطاني إنه يشعر «بخوف شديد» من نقص الوسائل لدى الطواقم الطبية. وكتب في صحيفة «ذي غارديان» البريطانية «قد لا يكون الأمر بالنسبة لي خطيرا، فأنا شاب وصحتي جيدة، لكن لا أحتمل فكرة نقل عدوى لمرضى يمكن أن تؤدي إلى وفاتهم». وتشمل القيود على حرية التنقل أكثر من نصف مليار نسمة بعدما دعت السلطات السكان إلى ملازمة المنازل. في كاليفورنيا، فرض على أربعين مليون شخص البقاء في بيوتهم حتى إشعار آخر إلا للضرورة القصوى. وكذلك الأمر بالنسبة لسكان الأرجنتين البالغ عددهم 44 مليون نسمة بينما أغلقت شواطئ ريو دي جانيرو الشهيرة لأسبوعين على الأقل اعتباراً من السبت. واتخذت فرنسا من جهتها إجراءات لمنع التنزه على شواطئ الكوت دازور التي يتوجه إليها عدد كبير من الزوار للاستمتاع بالشمس على الرغم من تعليمات الحكومة. وأصاب فيروس «كوفيد - 19» الذي وصفته منظمة الصحة العالمية بأنه «عدو البشرية»، أكثر من 240 ألف شخص عبر العالم، وبالنظر إلى وتيرة الوفيات اليومية المسجلة، يتوقع أن تتجاوز الحصيلة العشرة آلاف. وتجاوزت حصيلة الوفيات في إيطاليا الخاضعة للحجر الكامل 3400 وباتت تتقدم على الصين في هذا التصنيف المحزن. حالات شفاء أعلنت وزيرة الصحة الفلسطينية أمس الجمعة عن شفاء 17 مصابا بفيروس كورونا مشيرة إلى أنهم من بين الحالات الأولى التي تم تشخيصها بالمرض في الضفة الغربية. وقالت مي كيلة في مؤتمر صحفي في رام الله: «أهنأ أحبتنا المرضى وذويهم وعموم أبناء شعبنا عموما بشفاء 17 مصابا بفيروس كورونا الذين كانوا في العزل في فندق أنجل في بيت لحم». وأضافت الوزيرة أنه تم التأكد من خلو 19 شخصا من المخالطين للمصابين كان يشتبه بإصابتهم بفيروس كورونا وكانوا في الحجر الصحي أيضا. وأوضحت الوزيرة أنه سيتم السماح للمرضى الذين أعلن عن شفائهم من المخالطين بالعودة إلى منازلهم شرط أن يضعوا أنفسهم في الحجر المنزلي 14 يوما وذلك تماشيا مع الإجراءات الطبية المعمول بها عالميا. إلى ذلك أمر الرئيس الجزائري عبدالمجيد تبون بداية من هذا الأحد، وقف جميع وسائل النقل الجماعي العمومية والخاصة داخل المدن وبين محافظات البلاد وكذا حركة القطارات، وأعطى الرئيس الجزائري عقب اجتماع مع وزاري حضرته قيادات أمنية في البلاد تعليمات بتسريح 50 % من الموظفين والاحتفاظ فقط بمستخدمي المصالح الحيوية الضرورية مع الاحتفاظ برواتبهم. وتستفيد النساء العاملات اللواتي لهن أطفال صغار من عطلة مدفوعة الأجر. واستكمالا لإجراءات محاصرة الفيروس القاتل، قررت قيادة البلاد غلق المقاهي والمطاعم في المدن الكبرى بصفة مؤقتة. وتبقى الإجراءات سارية المفعول إلى غاية الرابع من أبريل القادم، ويمكن رفعها أو تمديدها إذا اقتضت الضرورة، وحسب. وقال عضو البرلمان الجزائري لخضر بن خلاف في تصريح ل»الرياض»: إن هذه القرارات التي اتخذتها قيادة البلاد كان لا بد منها منذ بداية الأزمة، وحتى قبل الذهاب إلى غلق المساجد وتعليق الصلاة.