تصدرت الجزائر في تصنيف للمستشفى الأميركي جونز هوبنكيز قائمة دول العالم الأعلى نسبة في الوفيات بفيروس كورونا كوفيد 19 المستجد، بالاعتماد على مؤشر نسبة الوفيات مقارنة بنسبة الإصابات المؤكدة، وجاءت الجزائر في المرتبة الأولى عالميا بنسبة 8.3 بالمئة، ب5 وفيات من مجموع 60 إصابة مؤكدة، واحتلت إيطاليا وإيران المركزين الثاني والثالث على التوالي، وجاءت الصين، مهد الوباء الجديد في المركز الرابع ب3.9 بالمئة بمجموع 3230 قتيلا مقابل 81053 إصابة مؤكدة. واستغربت هيئات طبية في الجزائر تصنيف المستشفى الأميركي، الذي لم يخضع في دراسته إلى معايير علمية دقيقة على حد تعبيرها، ووصف رئيس ممارسي الصحة العمومية في الجزائر، إلياس مرابط في تصريح ل"الرياض"، التصنيف الأميركي بغير الموضوعي الذي يفتقد للسند العلمي المبني على المؤشرات الصحية في أي بلد. وقال رئيس ممارسي الصحة العمومية إن المتعارف عليه علميا في مثل هذه التصنيفات، اعتماد المسار أو الرسم البياني لتفشي العدوى في كل بلد ورقعة انتشاره في حيز زمني مقبول إلى جانب التدقيق في الوضع الصحي للأشخاص المتوفين (أشخاص سالمين، مصابين بأمراض مزمنة، المجموعات العمرية ...)، والمنطق في مثل هذه الحالات يفرض الأخذ بمؤشرات الصين لكونها حاضنة أولى البؤر، ولها أكبر عدد من الإصابات، وأطول مدة منذ ظهور الوباء، وهو ما ذهب إليه رئيس عمادة الأطباء الجزائريين بقاط بركاني في تصريح ل"الرياض"، الذي اعتبر التصنيف غير معقول، لكنه حذر في ذات السياق من ارتفاع الحصيلة خاصة مع عودة المغتربين الجزائريين من الدول الأوروبية إلى الجزائر، وضعف الإمكانيات الطبية ومرافق الحجر الصحي في الجزائر. وأعلن الرئيس الجزائري عبدالمجيد تبون في أول خطاب للأمة منذ بداية المحنة التي يمر بها العالم عن 12 إجراء عاجلا لمواجهة تفشي الفيروس القاتل الذي وصل مرحلته الثانية، وتسعى السلطات العليا في البلاد إلى وأده أو الحد من انتشاره قبل أن ينتقل إلى أخطر مراحله، وتتمحور أهم الإجراءات المعلن عنها في تعليق صلاة الجمعة والجماعة، وغلق المساجد ودور العبادة، إلى جانب تعليق الرحلات الجوية والبحرية باستثاء الخاصة بنقل البضائع إلى جانب غلق الحدود البرية مع دول الجوار، وأمر الرئيس الجزائري عبدالمجيد تبون بوقف تصدير أي منتوج للحفاظ على مخزون البلاد من المؤونة لحين تجاوز الأزمة، كما تعهد بمحاربة وفضح المضاربين في الأسواق التي تشهد ندرة في بعض المواد وارتفاعا كبيرا في أسعار المعقمات والمطهرات. حملات تطوعية مع الزحف الرهيب لفيروس كورونا عبر أقطار العالم، السؤال الأهم اليوم لدى جميع ساكنة المعمورة، كيف السبيل للخلاص من الفيروس العابر للقارات، وكيف نتقي شر الداء الذي لا دواء له حتى الآن.. ومع ارتفاع عدد ضحايا وباء القرن 21 في الجزائر، ولأن المسؤولية مسؤولية الجميع لا السلطات الرسمية وحدها تطوع الكثير من الشباب لتوعية الغافلين وقطع الطريق على الانتهازيين من تجار الأزمة، بعد أن التهبت أسعار الكمامات والقفازات الطبية، فعلى مواقع التواصل الاجتماعي في بلد يدمن على الإنترنت غزى هاشتاغ# ريح في دارك #، بمعنى إلزم بيتك صفحات الفيسبوك، خاصة وأن نداءات السلطات العمومية في الجزائر لم تجد آذانا صاغية بالشكل الكافي، فكان لزاما إقناع المواطن أن حمايته لنفسه إنقاذ لحياة الآخرين، ويرى إمام مسجد ابن باديس بولاية البليدة جنوب العاصمة مهد الفيروس القاتل، الشيخ عبدالرحمن سعيدي في تصريح ل"الرياض"، أن هاشتاق ريح في دارك من أقوى الوسائل لقطع الطريق على كورونا، لأن خطورته في الانتشار وعدم معرفة المصاب به من أول وهلة، بحيث لا تظهر عليه الأعراض، وتواصل الناس وحركيتهم تساعد على انتشاره، ويصعب على الهياكل الاستشفائية استيعاب الأعداد الكبيرة، لذا من المهم البقاء في البيت لتجنيب وتجنب الفيروس، والمسلم قاعدته في التعامل مع الناس لا ضرر ولا ضرار. من جهة أخرى بادر شباب جزائريون بإنشاء مجموعات تطوعية على مستوى محافظاتالجزائر، خاصة بالمناطق المعزولة للتحسيس بمخاطر الفيروس المستجد- كوفيد 19 وأيضا تطهير الساحات العمومية وتعقيم وسائل النقل الجماعي في الفترات الليلية. ومن باب التكافل والتضامن والتراحم، لمواجهة المستثمرين في المآسي الإنسانية وتجار الأزمات الذين رفعوا أسعار الكمامات الصحية والقفازات الطبية بنسبة 200 بالمئة بادر شباب بصناعتها أو جمعها من المحسنين وتوزيعها مجانا على من لا يملك ثمن شرائها. الهلال الأحمر الجزائري من جهته جهز نفسه لمثل هذه الكوارث والنكابات بتكوين متطوعين شباب منذ تسجيل أول إصابة بالفيروس في مدينة ووهان الصينية حتى تكون الفرق الميدانية جاهزة عبر كل بلديات الوطن، خاصة بالمناطق النائية والمعزولة.