مع تسارع انتشار فيروس كورونا وتحوله إلى وباء، اتخذت كافة دول العالم قرارات وقائية للحد من هذا الانتشار. القرارات شملت الحد من التجمعات وإيقاف الفعاليات المختلفة، وتعليق الدراسة، وإغلاق المجمعات التجارية والمطاعم داخلها ومنع التجمعات في الأماكن العامة مثل الحدائق والشواطئ والمنتجعات، وغير ذلك من الإجراءات الضرورية الجدية لمصلحة الجميع. هذا الوباء الذي أدى إلى الوفيات والحجر الصحي وإغلاق الحدود بين الدول ووقف الرحلات، جعل العالم مثل الأسرة الواحدة من خلال وسائل التواصل الاجتماعي التي تقوم بدور في التواصل الإنساني وتبادل المعلومات والنصائح الطبية والتكافل والتعاطف، والتعاون العلمي من أجل البشرية. أعتقد أن هذا المنتج العلمي ساهم ويساهم بعد إرادة الله في التوعية والتثقيف وحث الناس على التعاون والاستجابة للتعليمات الوقائية الرسمية. تلك الإجراءات والتعليمات والقرارات تنتقل من بلد لآخر كأن العالم تحول فعلاً إلى عائلة واحدة يأتمر بأوامر رئيس العائلة القادم من المجهول. أحد آثار كورونا الاجتماعية هي البقاء في المنزل. تقارب أفراد العائلة أكثر، لقاءات وأحاديث وألعاب مشتركة. عادات غذائية مسيطرة كان من الصعوبة إقناع أصحابها بتغييرها تتحول إلى ثقافة غذائية جديدة. عادات سلبية تتغير بسهولة، قناعات صلبة تستسلم. اقتنع كثيرون بأهمية الحصول على ساعات نوم كافية في الليل. تذكّر الناس طعام البيت، وأهمية النظافة، تلاشت أهمية الكماليات وحمى الاستهلاك. تنامى الشعور الإنساني بين شعوب العالم، وتقدير الحاجة الإنسانية الأساسية للأمن والسلام، الاحتجاج الصامت على الصراعات الدولية والحروب. إنه من الجميل أيضاً تذكر أهمية العائلة واللقاءات بين أفراد الأسرة وتبادل الاهتمام والتعاطف والتعاون مع كبار السن، والأجمل أن يتحول العالم إلى أسرة واحدة في كل الظروف وأن يتحد كما يفعل ضد كورونا لمحاربة الكراهية والتطرف والعنصرية والإرهاب والحروب والاحتلال. العالم يقلق لكنه يتعلم، القلق مبرر بالغموض، وسرعة الانتشار، والتعلم جانب إيجابي دفع بالإنسان إلى تذكر نعم الله، وتذكر البؤساء والمجاعات والحروب واندفع ينفذ تعليمات الوقاية، ودفع بالعلماء إلى المختبرات بحثاً عن علاج لهذا الوباء، ودفع بالسلبيين إلى صناعة الشائعات، ودفع بالحكماء للنظر إلى العالم كأسرة واحدة في قارب واحد يتعرض لعواصف قوية.