استعدادات مذهلة لوزارة الصحة السعودية وهي تتابع الدفاع عن صحة الوطن بالخطط الاحترازية والدقة في تعاون إيجابي مع بقية الأجهزة الحكومية لدرء الخطر وإبعاد الفيروس القاتل عنا بإذن الله. وكانت البداية واضحة وقوية بتوجيهات من خادم الحرمين وولي عهده الأمين باتخاذ جميع الوسائل الإدارية الحازمة لمنع الفيروس من دخول المملكة؛ حيث قدمت وزارة الصحة نصائح للمسافرين إلى الصين مع ظهور الفيروس في مدينة صينية، تلت ذلك مطالبة المواطنين بمغادرة الصين، ثم متابعة دقيقة لكل من تظهر عليه علامات العدوى في مختلف المنافذ، وتطبيق إجراءات وقائية على الركاب القادمين من الصين. وترحيل طلاب سعوديين وإنقاذهم من هناك، وتطبيق إجراءات العزل الطبي حتى شفائهم، ثم تعليق استخدام الهوية الوطنية لمواطني مجلس التعاون، وتعليق الدخول للمملكة لأغراض العمرة والزيارة.. تلا ذلك تعليق الدخول وسفر المواطنين والمقيمين والسياح للدول الموبوءة، ثم تعليق الدخول والخروج من محافظة القطيف، وتعليق الدراسة في كل مناطق المملكة، ثم كرم سعودي بدفع عشرة ملايين دولار لمنظمة الصحة العالمية لمكافحة فيروس كورونا. وكل هذه الخطوات تدل على قرارات متزنة واحترازية.. وأعتقد أن تزامن تعليق الدراسة مع منع السفر لبعض الدول كان ضروريًا؛ لأن البعض قد يرى فيه فرصة للسفر خارج المملكة، ووفقت وزارة التعليم بتفعيل التعلم عن بعد، والحزم في تطبيق بوابة المستقبل ومنظومة التعلم الإلكتروني وقناة عين، وهذا أسلوب تعليم متقدم قد يكون نواة لتجارب التعليم في المستقبل. وأعتقد أن هناك حاجة ماسة لأنشطة إعلامية مكثفة من القنوات الإعلامية في توعية الجميع بالنظافة وغسل اليدين ورفع المناعة في الجسم والابتعاد عن الحلويات والأكل السريع، وشاهدت فيلمًا توعويًا في القناة السعودية لوزارة الصحة يذكر الصين وأهمية تجنب القادمين منها، ولم يشر إلى إيران التي تسبب العائدون منها في نشر المرض بعد أن أخفوا عند المنافذ مكان قدومهم، وهذه خيانة كبرى، إضافة إلى سفرهم لبلد تمنع المملكة زيارته. ولعله يصدر تنظيم بمنع التجمعات في الأسواق والسينما، وأن توضع ضوابط وأوقات معينة ومسببات للتسوق.