القوة والحضور البارز وفق نهج شفاف وصريح واضح يؤكدان نجاح المملكة بالتعامل مع كافة الأزمات السياسية والاقتصادية وفق وجه واحد مع الجميع، ثابتة بمواقفها السياسية استطاعت جمع القلوب وتضميد جراح الدول التي سادها التوتر والتشتت، تقف مع العدل وتنصف إعطاء كل ذي حقاً حقه بمواقفها المميزة الإنسانية ليس فقط مع الدول الشقيقة أو الصديقة بل مع العالم أجمع. استشعرت المملكة مسؤوليتها الإنسانية منذ ظهور فيروس كورنا «كوفيد 19» لتمد يد العون والمساعدة لدولة الصين الشقيقة، ليجري خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز اتصالاً بالرئيس الصيني شي جين، ليعرب عن مشاركة المملكة للصين مشاعر الألم نتيجة تفشي فيروس كورونا، ليوجه - حفظه الله - مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية بشكل عاجل بتقديم مساعدات للصين بما يسهم في تجاوز آثار هذا الفيروس، ليؤكد الرئيس الصيني عن شكره وتقديره لخادم الحرمين الشريفين على اهتمامه ودعمه القوي لمكافحة فيروس كورونا. وتواصل المملكة استشعار مسؤوليتها للحفاظ على سلامة الزائرين للمملكة، وحماية المعتمرين وزوار المسجد الحرام والمسجد النبوي الشريف، لتتخذ سلسلة من القرارات المدروسة بعناية فائقة للحفاظ على الصحة العامة للمواطن والمقيم والزائر دون تميز أو تفرقه، فما جاءت القرارات التي صدرت من وزارة الداخلية في المملكة من خلال إجراءات وقائية واحترازية موصى بها من قبل الجهات المختصة في المملكة، يؤكد على إن الإجراءات التي تتخذ تأتي في إطار تطويرها المستمر لجهود منع انتقال الفيروس ومحاصرته والقضاء عليه بحول الله تعالى. المملكة منذ إعلان الفيروس اتخذت كافة الإجراءات بشفافية ووضوح، وتتابع بشكل مستمر أي تطور للفيروس، ووفق ذلك تتخذ كافة القرارات وفق المعطيات المتجددة حيال هذا الفيروس، فهي لا تقبل أي تهاون أو تراخ بالتعامل مع الصحة العامة سواء للمواطن أو المقيم أو الزائر للمملكة، فالحفاظ على الصحة العامة خط أحمر لدى السلطات في المملكة وقيادتها الحكيمة، لا تجامل بحرصها على مصلحة الجميع، بل توضح وتواصل اتخاذ كافة التدابير الإضافية على القادمين من الدول التي ظهر بها خطورة انتشار فيروس كورونا الجديد. لذا جاء قصر الدخول على المنافذ الجوية من دول الجوار الخليجي حفاظاً على صحتهم وسلامتهم وفق إطار إجراءات احترازية مشددة، ولذلك ربطت القادمين بتأشيرات جديدة أو سارية المفعول من الدول التي ظهر بها خطورة انتشار الفيروس بحصول المسافر على شهادة مخبرية تؤكد سلامته، يوضح للعالم أجمع بأن سلامة الزائر للمملكة أولاً، وذلك للحفاظ على سلامته وسلامة القاطنين على أرض المملكة من انتقال العدوى. ولعل ما أكدت عليه المملكة من قصر دخول القادمين من البحرين والكويت والإمارات على المنافذ الجوية إجراء احترازي مؤقت، ويأتي بعد أن أظهرت المعلومات أن غالبية الذين أصيبوا بالفيروس الجديد قدموا من إيران، وهو ما يتطلب إخضاع جميع القادمين لبروتوكولات طبية للتأكد من سلامتهم بنسبة 100 %، فهذه الإجراءات الاحترازية جاءت بشكل متدرج، فما كان إعلان مصدر مسؤول في الخارجية السعودية من عفو استثنائي لمن يغادر إيران خلال 48 ساعة سابقة، لينتج ثماره عن كشف وزارة الصحة في المملكة عن عدد المواطنين المفصحين عن تواجدهم في إيران والبالغ عددهم 128 مواطناً، منهم 26 مواطنا موجودين حالياً داخل المملكة، و95 مواطناً موجودين حالياً في إيران، بالإضافة إلى سبعة مواطنين موجودين حالياً في دول أخرى. لتثبت هذه الإجراءات التي تتخذ وفق عناية فائقة من السلطات في المملكة نجاحها وحرصها على سلامة المواطنين وأسرهم وعودتهم للمملكة من تلك الدول ومن بينها «إيران» بؤرة الفيروس في الشرق الأوسط، لتكشف المملكة جانبا من جوانب مملكة الإنسانية في قرارات وزارة الداخلية لتستثني الحالات الإنسانية والاجتماعية من قيود دخول المملكة، لتواصل يد الخير السعودية وقوفها بجانبهم وعدم تأثرهم بأي إجراءات وفق إجراءات طبية تؤكد سلامتهم بتعاون الداخلية والصحة لخدمتهم، لتحرص بقراراتها استثناء الشاحنات التجارية المرور عبر المنافذ البرية بين المملكة ودول «البحرين والكويت والإمارات»، وهو ما يعكس حرص السلطات السعودية على عدم تأثر الحركة التجارية، مع توفير كافة الإجراءات والتدابير اللازمة حيال سائقي الشاحنات للحفاظ على سلامتهم. كما أن المملكة حريصة على استقرار القطاع الخاص وخصوصاً في ظل تأثيرات «كورونا» على أسواق النفط والأسواق العالمية، والإجراء المتعلق بتقييد القدوم من دول ظهرت بها خطورة انتشار الفيروس، وضرورة حصول القادمين على ما يثبت خلوهم من الفيروس، بهدف تجنب قطاع الأعمال أي مؤثرات أخرى قد تعصف به، فجميع هذه الإجراءات التي اتخذتها المملكة بشكل متدرج للحد من خطورة الفيروس أصبحت محط أنظار للعالم، من أجل حماية وسلامة مواطنيها ومن يقيم على أرضها ومن يزورها، لتشيد منظمة الصحة العالمية بجهود المملكة لمكافحة فيروس كورونا «كوفيد 19»، وتؤكد بأن الخطوات الجادة التي اتخذتها المملكة سيكون لها طيب الأثر في مكافحة الفيروس.