قصص النجاح خلفها دائماً إرادة وصبر وتفكير إيجابي يرى حلاً لكل مشكلة عكس التفكير السلبي الذي يرى مشكلة في كل حل. الإنجازات الجميلة على مستوى الفرد أو المجتمع تفرض نفسها وتستحق الإشارة إليها والإشادة بها في المجالات المختلفة، وهذا ما ننتهجه ونسعى إليه. التفكير الإيجابي الجميل يتغلب على الصعوبات ويحقق الطموحات ويقود إلى نتائج جميلة ويقودنا إلى إبراز هذا النوع من التفكير الذي يقوي صاحبه ويجعله لا يستسلم. تبهرنا في هذا المسار الرائع فتاة سعودية تعرضت لظروف صعبة حين كان عمرها 7 سنوات. أصيبت بمرض يسمى انحلال الجلد الفقاعي. هي أبرار آل عثمان التي تعرضت لظروف صعبة بسبب مرضها الخطير. مرض يجعل الجلد هشاً يتجرح بسهولة لدرجة يصبح معه جلد المريض كالفراشة. عانت أبرار من هذا المرض، كانت تأخذ الإبر بشكل يومي، تعرضت للتنمر، مرت بمواقف كانت تخجل منها مثل الكتابة في الاختبارات فالقلم كان يجرح يدها ويتساقط الدم على الورق. في الفسحة لم تكن تأكل خوفاً من جرح الحلق. ظروف نفسية صعبة دفعتها للغياب عن المدرسة وكثرة الاستئذان. عاشت أبرار لفترة منعزلة، لم يكن لها صديقات، لهذا كانت تفضفض للورق، وفتحت حساباً في تويتر ونشرت كتاباتها ولقيت تفاعلاً وقبولاً. لم تكن في هذا الحساب تتكلم عن المرض لأنها كانت تريد متابعة الناس لها لشخصيتها وأفكارها. هذه الفتاة التي كانت بلا أصدقاء أصبح لديها 61،000 صديق وصديقة عبر وسائل التواصل الاجتماعي. في قصة أبرار تحول الألم إلى أمل واستحقت الجائزة التي تحمل هذا المسمى المقدمة من إم بي سي. استمدت قوتها من الرضا والقناعة والثقة بالنفس ومن الإرادة ودعم العائلة والأصدقاء. الحياة فيها جماليات كثيرة منها مواقف المحيطين بالإنسان، في قصة أبرار كان لديها صديقات يساعدنها في طلوع الدرج، وفي الكتابة، وقبل ذلك دعم الوالد والوالدة والإخوان والأخوات والأقارب. هذا الدعم الذي عزز ثقتها بنفسها جعلها لا تتأثر بالتعليقات السلبية، وتنطلق بكل ثقة مدفوعة بطاقة الشغف لتحقيق طموحها في أن تكون إعلامية. سارت في هذا الطريق رغم الصعوبات لتنقل تجربتها الإنسانية إلى كتابين بقلمها، كتاب بعنوان (في كل قلب حياة) وكتاب آخر بعنوان (نصفي الآخر) والكتاب الأخير تتحدث فيه عن المرض وتوجه رسائل للمجتمع منها رسائل عن السعادة التي تتحقق بالنسبة لأبرار بالرضا والقناعة والأهل والابتعاد عن المظاهر. في هذا الكتاب عرف المتابعون من هي أبرار، وبقيت الصداقة وتعززت. تقول أبرار إنها تعلمت من تجربتها أشياء كثيرة منها ألا تتوقف أو تتأثر بالنظرات السلبية فما أصابها شيء من الله. وتضيف أبرار التي استمدت قوتها من مرضها أن الله ميزها بمرضها، وأنها تعلمت القوة والصبر والرضا بكل شيء يحدث في حياتها. تعلمت ألا تسمح لأحد أن يسميها باسم لا يليق بها، وفي هذا رسالة تقول إن المرض الجسدي لا يؤثر على شخصيتها الداخلية. تقول أبرار إن المرض (الفراشة) لن توقفها بل ستحلق بها لتحقيق أحلامها. وقد حولت أبرار أقوالها إلى أفعال.