أنشأت الدولة الهيئات لمزيد من المرونة في التوظيف ودفع العمل، وكان من أشهر الهيئات التي أنشئت هيئة الإذاعة والتلفزيون والهيئة العامة للإعلام المرئي والمسموع وهيئة وكالة الأنباء السعودية والهيئة الوطنية للأمن السيبراني وغيرها. ومضى على إنشاء بعض هذه الهيئات عدة سنوات، فهل حققت الغرض من إنشائها؟ وهل رأينا تلك الانطلاقة الطموحة والأداء المذهل الذي يحقق طموحات الدولة وجهد وتطلعات مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية؟ الإجابة لا بد أن تكون من طرف محايد ودراسة علمية وطنية ربما تقوم بها جامعة الملك فهد للبترول والمعادن أو معهد الإدارة مثلاً بمشاركة هيئات الرقابة ومركز قياس الأداء الذي يدخل ضمن تساؤلاتي عن أداء هذه الهيئات، وبالتالي كيف تم اختيار العاملين فيه نظرًا لأهميته القصوى. في الواقع وبنظرة مبدئية نجد هذه الهيئات لم تقدم كثيرًا من عمل يشفي الغليل ويحقق الطموحات، وظلت هيئة الإذاعة والتلفزيون دون أي حراك إيجابي، ومثل ذلك تقويم التعليم أو حقوق الإنسان، والسبب الرئيس في نظري يعتمد على الكوادر البشرية التي تعمل في هذه الهيئات وكيف تم اختيارها، حيث للأسف تم تسكين موظفي الإذاعة والتلفزيون في الهيئة الجديدة، وكانت وجهة نظري التي قلتها لأحد المسؤولين آنذاك أن يتم الانتقاء للمميزين فقط، ويتم الاستقطاب المحايد بمشاركة وزارة الخدمة المدنية آنذاك. ومثل ذلك هيئة تقويم التعليم التي نقل لها معلمون ومعلمات ومشرفون ومشرفات من وزارة التعليم، ولا يخلو الأمر من اختيار غير موضوعي ربما يبنى على المعرفة الشخصية، ولهذا لم توفق هذه الهيئة في تحقيق الطموحات، ويتم بين فترة وأخرى استقطاب قيادات لتطوير العمل، ولكن العلة في الكادر البشري الأساس الذي بدأ مع كل هيئة. لذا لعلي أقترح تشكيل لجنة محايدة من معهد الإدارة ووزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية لمراجعة قوائم الموظفين، وسنفاجأ بكثرة دون تميز في الأدا،ء وربما دخل في ذلك الاستفادة من المميزات المالية للهيئات، ثم إبعاد غير المؤهلين والاستفادة من قوائم جدارة في وزارة الموارد البشرية ليتم الانتقاء بشكل محايد وعادل، وبدون ذلك ستظل بعض هذه الهيئات تراوح مكانها في الأداء والإنتاجية.