لقد تجاوزت آثار فيروس ‹›كورونا››الجوانب الصحية والبيئية إلى الجوانب الاقتصادية والسياسية؛ فتأثير الأزمة في الداخل والخارج سيعتمد على مدة استمرار الفيروس وتأثير ذلك على الاقتصاد الصيني. إذا تمكن الحزب الشيوعي الصيني من السيطرة على تفشي الفيروس، فستستمر قلة من الناس داخل الصين في انتقاد الحزب لاستجابته البطيئة الأولية وجهود التستر على تفشي المرض. ومع ذلك مازالت الحكومة الصينية متضررة حتى في حال السيطرة على الفيروس، فكما نعلم هناك دول أوقفت رحلاتها الجوية والبحرية للصين، وتوقف اتسيراد المنتجات الصينية وغيرها.. وتسبب الفيروس بالعديد من الخلافات الدبلوماسية بين كوريا الشمالية والكيان الصهيوني بسبب منع دخول رعاياها السياح لأراضي إسرائيل، ووصلت لحد استدعاء كوريا للسفير الإسرائيلي. إسرائيل التي تروج دائما إلى أنها لا تترك مستوطنيها أبدا وتهتم بهم تركت أربع حالات إسرائيلية مصابين بالكورونا في اليابان بحجة علاجهم هناك ورفضت إعادتهم بعد اكتشاف إصابتهم على سفينة سياحية. التخوفات فى إسرائيل من تعرض آلاف الإسرائيليين للفيروس.. وبالفعل تم وضع عشرات الإسرائيليين داخل العزل المنزلي الإجباري، بعد أن التقوا بأعضاء الوفد السياحي الكوري. ولا ننسى الأزمة الدبلوماسية بين كوريا الشماليةوماليزيا التي خلفها الفيروس، فقد أمرت الحكومة الكورية بطرد السفير الماليزي رداً على كوالالمبور في اغتيال الأخ غير الشقيق لزعيم الدولة الشيوعية في مطار ماليزيا الرئيس، في المقابل نلاحظ تكبد الصين تكاليف ضخمة لتوزعها الاقتصادي المختلف، فقد عملت على استثمارات كبيرة لضمان ذلك، وخاصة في مجالات الطرق والموانئ، ولا شك أن حالة الخوف من انتشار المرض مع العمال والموظفين الصينيين القائمين على تلك المشروعات الكبيرة من شأنه أن يعرقل بعض الشيء مؤقتا على الأقل. وهكذا بالنسبة لسياسة الانفتاح والامتداد الاقتصادي للصين في الخارج، والقائمة على نشر السكان والمشروعات الاقتصادية في مختلف دول العالم، بما يفتح ذلك المجال لامتداد النفوذ الصيني وتوسع خططها الاقتصادية. ويبدو أن العديد من الدول التي سعت إلى الحصول على استثمار من الصين كجزء من مبادرة ستواصل ذلك، وسيستمرون في الضغط للحصول على قروض صينية لمشروعات البنية التحتية حيث لا توجد مصادر تمويل أخرى. أما على الجانب العربي وتحديداً الخليج، فقد اتخذت السعودية إجراءات وقائية من الفيروس وقد أعلنت وزارة الخارجية تعليق الدخول إلى المملكة لأغراض العمرة وزيارة المسجد النبوي الشريف مؤقتاً، القرار لاقى ردود أفعال متعددة حيث وصفه الكثير بالقرار بالمناسب فى ظل تزايد حجم المصابين فى الدول العربية والأوروبية إضافة إلى وقف مؤقت لتنقل المواطنين السعوديين والخليجيين ببطاقات الهوية وإلزام المواطنين والخليجين بحمل جواز سفرهم، لمعرفة الدول التي تم زيارتها من قبل. وأخيراً هل سيستمر فيروس كورونا بتصعيد الخلافات السياسية أكثر، بدلا من الوقوف بجانب بعض للحد من هذه الكارثة أم لا؟.