أعلن رئيس نادي أبها الأدبي د. أحمد آل مريع عن مشروع نوعي لنشر تجربة القصة القصيرة في منطقة عسير من خلال إصدارات لعدد من القصص في كتب مترجمة للغة الإنجليزية يجري العمل على تنفيذها، وتضم نخبة من رواد القصة القصيرة في المملكة من أبناء المنطقة. وأشار آل مريع في أمسية قصصية نضمها النادي احتفالا باليوم العالمي للقصة إلى صدور مجلدين بأوراق المؤتمر الدولي الثاني للهوية والأدب عن تجربة السرد في المنطقة ستكون جميعها حاضرة في معرض الرياض الدولي للكتاب المقبل. وشهدت الأمسية القصصية التي شارك فيها القاصون د. أحمد الصغير وعبدالله المطمي وتغريد العلكمي وسعاد عسيري وبمشاركة الناقد الدكتور محمد سلامة الأستاذ في جامعة الملك خالد وقدمتها جميلة القحطاني، حيث توالت أربع جولات قصصية قدمت تنوعا التجارب والخبرات، واختار أدبي أبها أن يقدم قراءة نقدية مباشرة للقصص من خلال الدكتور محمد سلامة والذي بين أن اللوحات الشعرية والخواطر كثرت لدى النساء مما جعل شاعرية التناول تطغى على درامية الحدث في القصص، مع مشتركات تجمع القصص من خلال موضوعات تمس صميم العاطفة الإنسانية. وكشف الناقد د. سلامة أن هناك تداخلا وتعبيرات جاهزة في غالبية المجموعات القصصية للمشاركين في الأمسية لكن عملهم السردي وحسهم الدرامي متطوران تحمل على وضع لغة حادة وصارخة، تحمل اتجاهات متعددة مع الخلفية الاجتماعية والفلسفية والفنية لعمل شخصية متكاملة. وأوضح سلامة أن الكتاب حاولوا في تجاربهم المتعددة والمتنوعة اقتحام مناطق جديده في حقل الإبداع الأدبي، ففي شتاء آخر لتغريد العلكمي عزفت الشاعرة على لحن عاطفة الأمومة وربطت بين الدفء الأسري وبين الحنين إلى مشاعر الطفولة، وفي الرقص على رصيف الأحلام للكاتبة عسيري دخلت الكاتبة لعالم القصة وهي مشحونة بغواية اللحظة، وقصصها فيها من حرارة العاطفة وتكثيف اللحظة النفسية وإيقاع الموسيقى ما يجعل الحس الدرامي حيويا ومتدفقا، ويلاحظ المتأمل في هذه المجموعة ومجموعة شتاء آخر للعلكمي جنوح في اللغة القصصية، مشيرا إلى أن ذلك ما تنبه إليه الكاتب المطمي، فتخفف قليلا من حدة اللغة الشعرية واتجه إلى لغة فيها قليل من الوهج الدرامي، وغلبت على موضوعاته القصصية بساطة التناول وسهولة المعالجة. وفي المحور الثاني والذي يحمل عنوان قصص قصيرة جدا قال سلامة إن الكاتب أحمد الصغير له إسهاماته البارزة لوعيه التام بالأبعاد الفنية لهذا النوع من القصص الذي يجمع بين الغواية والهواية وكثير من الكتاب سقطوا في براثن غواية هذا النوع، متكئا على وعي دقيق لهذه المفاهيم كلها فجاءت قصصه القصيرة جدا محملة بنصال حادة تنغمس مباشرة في الوجدان والروح واستوعبت كل الاتجاهات الوجودية والسياسية والنفسية والإنسانية. ثم طرح الدكتور عبدالرحمن البارقي والدكتور القاص محمد المدخلي جملة من الأفكار والرؤى التي تتناول نمو وتطور القصة وعلاقتها بالسيرة الذاتية في قصص النساء.