يعد فصل التوائم الملتصقة من أعقد العمليات الجراحية عالميًا، ففي عام 1987م كانت البداية لفصل السياميين، حيث تمكن الدكتور الأميركي بن كارسون من اجراء أول عملية فصل توأم سيامي «توأم بايندر» ملتصقين من الجانب الخلفي من الرأس - توأم متّحد القِحفين - مسجلًا سابقة في تاريخ الطب. وقد اشتُهرت المملكة العربية السعودية بإجرائها لعمليات فصل التوائم الأكثر تعقيدًا وصعوبة في العالم، بأطبائها المتخصصين، ومُعدّاتها المتطورة، وبهذا أصبحت من أوائل الدول البارعة في ذلك، حيث أُجريت أول عملية فصل توائم ملتصقة في المملكة في 31 ديسمبر 1990م لتوأم سيامي سعودي ملتصق في منطقة البطن، وأُجريت العملية في مستشفى الملك فيصل التخصصي بالرياض، على يد وزير الصحة السابق د.عبدالله الربيعة رئيس مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية حاليًا، وطافت شهرته العالم، الأمر الذي يتطلب إنشاء مركز وطني متكامل لأبحاث طب الجراحة وفصل التوائم السيامية، واستثمار هذه الثروة الوطنية والكفاءة الطبية البارعة، بحيث يهدف هذا المركز إلى ترسيخ نشاط البحث العلمي المتقدم وتوظيف التقنية الحديثة في مجال طب الجراحة. قدرة وتطور وتوالى إجراء د.عبدالله الربيعة لعديد من عمليات التوائم من دول عالمية مختلفة، واليوم بفضل الله تؤكد المملكة تميّزها في هذا الجانب المعقد والدقيق، لتسير بخُطى ثابتة نحو القمة بعد سلسلة من النجاحات المتلاحقة في عمليات فصل التوائم، وهذا ما دفع عديدًا من وسائل الإعلام العالمية لنشر تلك الإنجازات لتبرهن للعالم ما وصلت إليه المملكة من تقدم في كل المجالات بعامة والطب بوجه خاص. وأشادت عديد من وسائل الإعلام العالمية بتطور المملكة وقدرتها العلمية في فصل السياميين، فمن أبرز تلك الإشادات، ما نشرته قناة الABC News الأميركية؛ حيث تناولت سيرة الطبيب السعودي الماهر د.عبدالله الربيعة الذي قضى جزءًا من عمره في عمليات فصل التوائم الملتصقة، التي تعد واحدة من أكثر العمليات تعقيدًا في العالم، كاشفًا التقرير عديدًا من عمليات فصل التوائم له ولزملائه، وأنه لا يوجد طبيب جراح آخر أجرى أكثر منه عددًا في هذا النوع من العمليات. وبالإشادات العالمية تؤكد المملكة العربية السعودية أنها دومًا في خدمة الإِنسان والإِنسانية، وقد أصبحت - ولله الحمد - قبلة يتوجه إليها والدا أي طفل سيامي من مختلف دول العالم طمعًا في إجراء عمليات فصل لأبنائهم الذين يولدون ملتصقين. أنظار العالم واشتهر الطبيب والجراح العالمي د.عبدالله الربيعة عالميًا بفصل التوائم، ما جعل أنظار العالم تتجه للمملكة التي تمد يديها للجميع في كل المناسبات الإنسانية ومنها فصل السياميين، تحت شعار خدمة الإنسانية دون تحديد لجنس أو عرق أو ديانة، فحققت بفضل الله الريادة في عمليات فصل التوائم السياميين، وأرقام تلك المنجزات الطبية التي حققتها المملكة في هذا الخصوص لم تحققها أي دولة في العالم، وارتبط اسم د.الربيعة مع ذلك النوع من العمليات الجراحية شديدة التعقيد المعروفة ب «فصل التوائم»، بعد أن أجرى خلال الأعوام الماضية عديدًا منها محققًا والفرق الطبية التي تساعده نجاحًا باهرًا، مسجلًا اسم المملكة ضمن القلة التي اختصت في هذا النوع الجراحي الدقيق، ما جعله يحوز على عديد من الجوائز والأوسمة العالمية باسم المملكة، لما يمتلكه من خبرات جعلته من أشهر أطباء جراحة فصل التوائم. قصة البولنديتين ولكل عملية فصل للتوائم توجد قصص تنشأ معها منذ اليوم الأول لبدء الفصل والقصص في ذلك كثيرة، ولكن قصة السياميتين البولنديتين المؤثرة هي الأكثر تشويقًا، وتداولتها كثير من كبريات وسائل الإعلام العالمية، يقول د.عبد الربيعة عنها في لقاء ل»الرياض» في حديث جانبي عن تلك الحادثة للتوأم البولندي، حيث أكد أنه باتصال مستمر مع عديد من مرضاه السابقين. ويروي قصة لقائه للتوأم البولندي الذي نجح في فصلهما عام 2005م، قائلًا: قمت بزيارة لبولندا وعندما رآني التوأم «داريا وأولغا» البولنديتان بعد أن بلغا من العمر 15 عامًا - جاءا يتسابقان إلي وعانقاني كأب، مضيفًا: «لقد هملت أدمعي، وهما أيضًا بكيا، وأنا أبكي لأني سعيد بما أنجزت لهما ولغيرهما»، ذاكرًا أنه أجرى لهما عملية الفصل في مدينة الملك عبدالله بن عبدالعزيز الطبية بالحرس الوطني، حيث استغرقت قرابة 18 ساعة تحت إشرافه وطاقم طبي سعودي، وحضور عدد من كبار الشخصيات البولندية على رأسهم السفير البولندي الذي تابع العملية من داخل المستشفى، مشيرًا إلى أنه نجح الطاقم الطبي في فصل داريا وأولغا بعد أن كانتا ملتصقتين بمنطقة البطن والحوض والورك، وكانتا تشتركان بفتحة الشرج والمستقيم، وملتصقتين بالمجرى البولي والتناسلي، وكان لدى داريا أجهزة بولية وتناسلية مكتملة، أمّا توأمتها أولغا فلديها كلية واحدة مع اكتمال بقية الجهاز البولي والتناسلي، مع وجود التصاق كبير بالشريان الوتين الأورطي والوريد الجوف السفلي، كما أنهما كانتا تشتركان بعظم الحوض العجزي وكذلك بقناة الحبل الشوكي السفلي. مركز بحثي ولأهمية المراكز البحثية والعلمية من تطور للدول وتنميتها، فمن المهم إنشاء مركز بحثي متخصص يشرف عليه د.الربيعة ومن هم في علمه في فصل التوائم، وجعل المركز عالميًا يستقبل تدريب الأطباء العالميين في فصل التوائم ليتخرجوا على أيدي الأطباء السعوديين المهرة ومن معهم من الطواقم السعوديين المتخصصين في هذا المجال. وتحدث خالد الدوس -إعلامي- قائلًا: إنه أضحى من الأهمية بمكان إنشاء مركز وطني متكامل لأبحاث طب الجراحة وفصل التوائم السيامية، واستثمار هذه الثروة الوطنية وهذه الكفاءة الطبية البارعة في هذا المجال، بحيث يهدف هذا المركز إلى ترسيخ نشاط البحث العلمي المتقدم وتوظيف التقنية الحديثة في مجال طب الجراحة والابتكارات الدوائية ليكون المركز ركيزة أساسية للتطوير والإبداع في هذا التخصص الدقيق، وليسهم في دعم الأجيال الجديدة من النابغين والموهوبين من كل دول العالم، وكذلك صقل المواهب الطبية عالميًا، وتطوير القدرات البشرية في طب جراحة فصل السياميين، إضافةً إلى إيجاد كفاءات طبية قادرة على الإبداع في هذا التخصص الدقيق والأفق الواسع في مجال فصل الأطفال السياميين ليأخذوا على عاتقهم حمل راية وطنهم الغالي وخدمته في أدق تخصص في طب الجراحة، لتبقى مملكة الإِنسانية مركزًا وشعاعًا عالميًا في خدمة الإِنسان والإِنسانية. د. الربيعة متوسطاً البولنديتين المملكة لفتت الأنظار إليها عبر نجاح عمليات فصل التوائم السيامية